انطلقت، مساء الجمعة بطنجة، فعاليات الدورة 16 للمهرجان الوطني للفيلم بحفل افتتاحي تميز بتكريم الممثلة مليكة العماري والناقد محمد كلاوي. وجاءت هذه اللحظة الاحتفالية بمثابة اعتراف من المشهد السينمائي المغربي بعطاءات اسمين مخضرمين بصما مجالي التشخيص والنقد السينمائي على مدى عقود. وعلى وقع شهادات في حق المكرمين، ألقتها الممثلة مجيدة بنكيران في حق مليكة العماري، وكل من الصحافي طالع سعود الأطلسي والناقد مصطفى المسناوي حول مسار محمد كلاوي، صفق جمهور التظاهرة طويلا لاسمين قدما زهرة حياتهما في خدمة الفن السابع بالبلاد. يذكر أن مليكة العماري، ابنة مراكش، التحقت بفرقة المعمورة المسرحية عام 1963 إلى غاية 1974، قبل أن تصبح عضوا بالفرقة الوطنية لمسرح محمد الخامس منذ 1976. وشاركت العماري في أزيد من خمسين مسرحية، كما اشتغلت مع أشهر المخرجين السينمائيين المغاربة من قبيل محمد بن عبد الواحد التازي (للا شافية 1982)، سهيل بنبركة (ظل فرعون 1996)، سعد الشرايبي (نساء ونساء 1998)، حسن بنجلون (أصدقاء الأمس 1998)، حكيم نوري (مصر امرأة 1998)، جمال بلمجدوب (ياقوت 2000)، ومحمد عبد الرحمان التازي (البايرة ) أما محمد كلاوي فتشبع بالثقافة السينمائية في إطار نادي العزائم بالدار البيضاء منذ سنة 1974، واكتشف مبادئ اللغة السينمائية عبر صداقته مع الراحل محمد الركاب. شارك بتحليلاته النقدية، خلال عقد الثمانينيات، في صحيفة (الاتحاد الاشتراكي)، ثم التحق بهيئة تحرير مجلة «دراسات سينمائية»، كما ساهم في تأسيس مجلة التواصل «رؤية» ومجلة «سيني.ما». وتولى محمد كلاوي رئاسة جمعية نقاد السينما بالمغرب سنة 2009، وهي السنة التي عين فيها رئيسا للجنة دعم الإنتاج السينمائي الوطني. وانطبع حفل افتتاح الدورة بلحظات حزن استحضارا لأرواح عدد من الفنانين والمهنيين الذين رحلوا مؤخرا إلى دار البقاء، ومنهم الفنان محمد بسطاوي والفنانة زينب السمايكي والمخرج عبد الله أوزاد والممثلة أمل معروف وآخرون. وعرض في افتتاح المهرجان فيلم قصير للمخرج إسماعيل فروخي بعنوان «العرض»، كان توج قبل عشرين عاما في المهرجان الوطني للفيلم. وهو يحكي قصة الهوية المغربية كما يتمثلها طفل مزداد لأبوين مغربيين في المهجر الفرنسي.وتتميز هذه الدورة، التي تنطلق عروضها يوم غد السبت، باعتماد نظام الانتقاء للمرة الأولى بشأن الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية، حيث قررت اللجنة المنظمة للمهرجان، وأمام ارتفاع عدد الأفلام المنتجة بالمغرب، حصرها في 15 فيلما، تم انتقاؤها من قبل لجنة تشكلت بمبادرة من مدير المركز السينمائي المغربي ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، صارم الفاسي الفهري. وتضم قائمة الأفلام الطويلة المتنافسة على جوائز مهرجان طنجة«أكادير اكسبريس» ليوسف فاضل، «الشعيبية» ليوسف بريطل، «الفروج» لعبد الله فركوس، «دالاس» لمحمد علي مجبود، «الوشاح الأحمر» لمحمد اليونسي، «الأوراق الميتة» ليونس الركاب، «كاريان بوليود» لياسين فنان، «خنيفسة الرماد» لسناء عكرود، «نصف سماء» لعبد القادر لقطع، «إطار الليل» لطالا حديد، «جوق العميين» لمحمد مفتكر، «رهان» لمحمد الكغاط، «عايدة» لادريس المريني، «الريف 58-59? لطارق الادريسي (وثائقي) و»الحمالة» لسعيد الناصري. ويترأس الناقد والروائي المغربي محمد برادة لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل للدورة السادسة عشرة، التي تتواصل إلى 28 فبراير. وتضم اللجنة في عضويتها الفنانة كريمة الصقلي، التشكيلية أحلام المسفر، الناقد مصطفى المسناوي، الموضب علال السهبي، العلمي الخلوقي، مدير مركزي للإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والصحافي نجيب الرفايف، مدير الإنتاج الدرامي بالقناة الثانية. أما مسابقة الأفلام القصيرة فتعرف هي الأخرى عرض 15 فيلما قصيرا تم اختيارها من طرف لجنة الانتقاء من مجموع 54 فيلما تمت مشاهدتها.ويتعلق الأمر بالأفلام التالية : «دوار السوليما» لأسماء المدير، «غضب» لنور آيت الله، «عقول فاسدة» للمهدي الخاوضي، «دالطو» لعصام دوخو، «دنيا» لجنان فاتن محمدي، «حدود» لعلي الصميلي وكلير كاهن، «جزيرة ليلى» لمصطفى الشعبي، «جنة» لمريم بنمبارك، «جدار» للمهدي الدكالي، «العتبة» لعلال العلاوي، «رحلة في صندوق» لأمين صابر، «حوت الصحرا» لعلاء الدين الجم، «الطفل والخبز» لمحمد كومان، «نقطة الرجوع» لزينب الأشهب و فؤاد عزمي و»وسيط» لمولاي الطيب بوحنانة. وتتنافس هذه الأفلام على نيل جوائز المهرجان أمام لجنة تحكيم يترأسها الصحافي والسيناريست محمد العروصي، وبعضوية بيسان خيرات، مديرة قطب التسويق بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مجدولين العلمي، جامعية وسينوغراف، أسماء هوري، مخرجة وممثلة وحميد العيدوني، جامعي و ناقد سينمائي. وبموازاة مع برنامج العروض، سيتم تنظيم ثلاث موائد مستديرة بمشاركة مهنيين وخبراء مغاربة وأجانب. وتتناول هذه اللقاءات «الاستعمال الجيد للتسبيق على المداخيل» (السبت 21 فبراير) و»التدابير الضريبية التحفيزية لفائدة الإنتاج السينمائي والسمعي البصري في العالم» (الاثنين 23 فبراير) ثم «الإنتاج السينمائي المغربي الإسباني المشترك، الحصيلة والآفاق» (السبت 28 فبراير).