ذكر مصدر مطلع أن لجنة مركزية تضم مسؤولين من وزارة الثقافة، قامت يوم الثلاثاء بزيارة تفقدية للمباني الأثرية بمدينة مراكش لإجراء تقييم أولي للأضرار التي تعرضت لها جراء زلزال ليلة الجمعة 8 شتنبر الجاري، وأفاد المصدر أن تقييم اللجنة سيكون أوليا، على أن يتم في مرحلة ثانية إسناد مهمة التقييم الدقيق للأضرار لمركز للدراسات مختص، وفي ضوء نتائجه سيتم اعتماد برنامج مستعجل لترميم هذه المباني الأثرية المعنية، وأوضح المصدر أن كثيرا من هذه الفضاءات قد تبدو في ظاهرها في حالة سليمة، لكن قد تكون هناك أضرار جسيمة تمس أساساتها وبعض منشآتها. وتفيد المعلومات التي حصلنا عليها من مصدر من مديرية الثقافة بمراكش، أن بعض هذه المنشآت التراثية تعرضت لبعض الأضرار، مثل قصر الباهية الذي تعرض جزء من سوره الداخلي للانهيار، علما أن قبته الرئيسية ما زالت قيد الترميم، إضافة إلى انهيارات مرصودة في قلب أطلال قصر البديع، ناهيك عن الضرر الذي لحق أحد أجنحة متحف دار سي سعيد. وتواصل مصالح مراكش تدخلاتها بأحياء مختلفة من مراكش العتيقة، لإزالة مخلفات الانهيارات الناتجة عن الزلزال، وإقامة حواجز حول المناطق التي تشكل خطرا على المواطنين، وتهديم الجدران المتصدعة التي تنذر وضعيتها بسقوط وشيك. ويسود بالمدينة تخوف من تفاقم الوضع في حالة تساقط الأمطار الذي يؤدي في العادة إلى عدد من الانهيارات بالمدينة العتيقة بسبب هشاشة البنايات. وبموازاة ذلك يسود احتقان كبير وسط سكان بعض التجزئات الحديثة الإنشاء بمراكش، والتي ظهرت عليها تصدعات وتشققات، ومن بينها إقامة فاخرة للفيلات في منطقة الشريفية التي اقتناها أصحابها بأسعار باهظة، وبمجرد حدوث الهزة الأرضية برزت معالم الغش في البناء، وقال أصحاب هذه الفيلات التي يبلغ عددها 54 فيلا، إنهم تسلموا بناياتهم قبل شهور قليلة ومنهم من انتقل إلى السكن فيها قبل أسابيع، لكنهم وجدوا أنفسهم في لحظة الزلزال، في مواجهة خطر كبير بعدما تصدعت الأسقف والجدران وحتى الأساسات، وأضافوا أن هذا الوضع موحد يشمل كل الفيلات المتواجدة بالتجزئة باستثناء تلك التي تعود ملكيتها للمهندس الذي أشرف على بنائها، والتي لم تتضرر إطلاقا. واتهم أصحاب هذه الفيلات المقاول صاحب المشروع بالغش في البناء وعدم مراعاة أبسط شروطه، مطالبين السلطات بإيفاد لجنة للتحقيق. نفس الشيء حدث في عمارة حديثة البناء بمنطقة المحاميد، التي شرع مقتنو شققها في تسلمها قبل أيام من الزلزال، والتي بدت عليها آثار الضرر واضحة، حيث امتلأت جدرانها بالتصدعات بشكل مخيف، وهو ما دفع أصحاب الشقق بها إلى الاحتجاج مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن هذا التلاعب الخطير بأرواح الناس، واسترجاع أموالهم. وفي سياق الإجراءات المعتمدة لمواجهة آثار الزلزال، أعلن مستشفى ابن نفيس للأمراض العقلية والنفسية التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، عن إحداث خلية للدعم النفسي للمتضررين من الزلزال. وتضم هذه الخلية متخصصين في الطب النفسي وأخصائيين اجتماعيين، الذين سيتكفلون بمواساة أسر الضحايا وتقليل مخاطر المضاعفات والاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى تخفيف الصدمة الناجمة عن الزلزال.