أكد المستشار اسماعيل العالوي، باسم الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، إثر مناقشة تقرير مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بالتحضير للجلسة السنوية الخاصة بمناقشة السياسات العمومية وتقييمها حول موضوع: «التعليم والتكوين ورهانات الإصلاح»، على جدية المقاربة التي تروم تعزيز مأسسة مساحات النقاش وتشارك الأفكار وبحث السبل لحل إحدى أكبر القضايا الوطنية، والمرتبطة برهانات إصلاح المنظومة التعليمية ببلادنا. وشدد العالوي على أننا في الفريق الاشتراكي نوليه أهمية بالغة، على اعتبار أن هذا الورش يعد أحد أبرز القضايا التي دأب حزبنا حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على تشخيصها ومناقشتها وتقييمها، وتقديم أكبر قدر من المقترحات الواقعية من أجل معالجتها وتطويرها، والرفع من أهميتها داخل هامش النقاش العمومي، حيث نعتبرها قضية وطنية ذات صبغة استراتيجية، وأداة فعالة لتعبئة الرأسمال البشري من أجل تنمية شاملة ومستدامة. وخلص المستشار الاتحادي إلى أن النتائج المرجوة بعيدة المنال، خصوصا في مجال الارتقاء بالجودة ومحاربة الهدر وربط التكوين بالتشغيل والاندماج الاجتماعي، لغياب الانسجام والالتقائية في تنزيل الرؤى الاستراتيجية للإصلاح التربوي والتعليمي والتكويني والبحثي، وضعف تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة والمساءلة. وأوضح أن طرح الإصلاح كأداة للتغيير يقتضي مقاربته في وضعه الشمولي، وليس الجزئي، ورغم كل الجهد تطغى مظاهر التعثر والخصاص، وتظل مترسخة بل وتستفحل في كل ما يرتبط بالصورة العامة للتعليم ببلادنا والقيمة العالقة بمستواه العام. مع إنشاء بنك من الممارسات الناجحة المحلية والوطنية والدولية قصد تشجيع الممارسات التي ترتقي بالبناء الذاتي للمعرفة من قبل المتعلمين، ضمن مسار تعزيز حافزية الفاعلين التربويين لممارسة المهن المرتبطة بالتربية والتعليم، والتي يبدأ تهييئها منذ مباريات ولوج المهنة، ويتم تغذيتها عبر توفير ظروف عمل ملائمة، على اعتبار أن الأستاذ يلعب دورًا حاسمًا وحيويًا في النظام التعليمي البيداغوجي، من حيث توجيه وتعليم الأجيال الناشئة وتعزيز وتثبيت روح المواطنة لديهم، وعليه يجب إيلاء العناية الخاصة والكاملة لكافة نساء ورجالات التعليم ببلادنا. ودعا العالوي إلى تعزيز نظام الحكامة التربوية المبنية على الاستقلالية واللامركزية، وتشجيع الابتكار البيداغوجي من خلال التخطيط البعيد المدى، ومحاربة الممارسات البيروقراطية داخل المنظومة التربوية.