تعيش ساكنة دوار اجرامنة أولاد سعيد قيادة زمران الشرقية بإقليم قلعة السراغنة أوضاعا اجتماعية مقلقة، شأنها شأن باقي ساكنة عدد من الدواوير المجاورة المنتمية لذات القيادة ترابيا، بسبب غياب مرافق تهتم بالمرأة والطفل والشباب، كالمدرسة ومستوصف صحي، ودور تهتم بالتنمية الذاتية للمرأة القروية عن طريق خلق جمعيات تستغل على أنشطة مدرة للدخل وغيرها… ودعا عدد من المتضررين في تصريحات للجريدة إلى الاهتمام بهذا الدوار والعمل على إنشاء تجمع قروي يتوفر على مدرسة ومحلات تجارية، ويتمتع بمسالك طرقية تفك العزلة عنه وتجعله منفتحا على الجوار، مستنكرين استمرار غياب مدرسة أو حتى قسم يحمي الأطفال من قطع المسافات الطويلة ويطمئنهم على فلذات أكبادهم. وأكد أحد الآباء في هذا الصدد أن ابنته البالغة من العمر حوالي ثماني سنوات تقطع ما يناهز أربعة كيلومترات لكي تصل إلى المدرسة المتواجدة بدوار «العرابات»، وذلك مرتين في اليوم صيفا وشتاء، في غياب تام للنقل المدرسي أو وسيلة تذيب هذه المسافة، مشددا على أن حال ابنته هو نفس حال العشرات من أقرانها المتمدرسين في المستوى الابتدائي، وهو الوضع الذي يجب تصحيحه من طرف المسؤولين وكل المتدخلين. وتتعدد أوجه معاناة ساكنة دوار اجرامنة، والتي من بينها غياب مجاري الصرف الصحي، الأمر الذي يدفع العديد من الأسر إلى التخلي عن مخلفاتهم في السواقي والحقول الزراعية دون تدخل يذكر من طرف الجهات المختصة. وأكد عدد من المتضررين في هذا الصدد على أنه في الأيام الممطرة تغمر المكان مياه ملوثة ببقايا الإنسان والحيوان، مشددين على تكاثر الحشرات الضارة التي تشكل تهديدا للصحة العامة من خلال إمكانية انتشار الأمراض المعدية، بالإضافة إلى تهديد خصوبة التربة والمغروسات، فضلا عن الروائح الكريهة التي تخنق الأنفاس. وإلى جانب ما سبق يشتكى عدد من الفلاحين بهذا الدوار من «التسلط والحكرة» حسب تعبيرهم، بسبب حرمانهم من استعمال الساقية التي كان السكان يستعملونها منذ القدم لسقي الحقول، حيث تم تشييد بناية بالإسمنت فوقها دون وجه حق، مما حرم الجميع من خدماتها في تجاوز تام للقانون، وهو ما دفع السكان لتوجيه شكاية في الموضوع للسلطات الإقليمية والمحلية وكذا للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي الحوز، لكن دون جدوى لتستمر معاناتهم وانتظارهم للجهة التي يمكنها أن تنصفهم. كما نبّه عدد من المواطنين في تصريحات للجريدة إلى أنه في خارج الدوار بالجهة الشرقية يوجد ضريح الولي الصالح «سيدي بوزكري» الذي طالته أيادي مخربي الأضرحة الباحثين عن الكنوز الذهبية، حيث جعلته خرابا لا يحمل من الضريح سوى الاسم، دون أن يحر ك أحد ساكنا قصد إعادة بنائه، وهو الشاهد عن تاريخ المنطقة التاريخية ويعتبر رمزا ثقافيا لها، الذي كانت تقام بالساحة المجاورة له مسابقات الفروسية وألعاب الأطفال، وإحياء العديد من اللحظات، مشددين على أن كل ذلك تلاشى و أصبح من الماضي المنسي لدوار اجرامنة.