احتضنت المكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، في الأسابيع القليلة الماضية، مائدة مستديرة تحت عنوان «المقاربات المختلطة والتجريبية في تعلم القراءة»، من تنظيم» مؤسسة إبسون» .ونشط العروض كل من الأستاذين: محمد المسكي، الخبير الدولي في مجالات التعليم والتنمية الاجتماعية والعاطفية، ثم ماجدة براييج الباحثة والمدربة العصبية والحاصلة على المرتبة التاسعة عالميا والأولى في إفريقيا ومنطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا في بطولة العالم للقراءة السريعة ورسم الخرائط الذهنية، تحت إدارة شروق ماشتاش، ممثلة الشركة المنظمة . وجاءت التظاهرة، على خلفية حصول المؤسسة المنظمة على نتائج دراسة حول هذا الموضوع، أجريت مِؤخرا على مستوى المدارس الابتدائية في 12 منطقة من المملكة المغربية، لاستكشاف كيف يمكن لنهج مختلط يجمع بين التدريس التجريبي وتقنيات الفصول الدراسية أن يقدم تجربة تعليمية فعالة، لا سيما في عملية تعلم القراءة، وذلك على ضوء ما خلفته الأزمة الصحية التي عرفها العالم والتي وإن عطلت أداء المدارس وزعزعت استقرار أساليب التدريس والممارسات التربوية على نطاق كوني، فإن تأثيرها ، في المقابل، قد فتح الباب أمام الانفتاح على سبل أخرى للتدريس، بعد أن لعبت التكنولوجيا دورا كبيرا في مجال التعليم وسمحت بنشأة نظام تعليمي جديد يمزج ما بين الابتكار والكفاءة. من جهة أخرى فإن الدراسة تتزامن وتتماشى مع تطلعات التعليم الوطني الذي يعتبر أن إحدى أولويات إصلاحه تتجسد في إتقان مهارات القراءة، علما بأن العديد من التحديات مازالت تترقبه، لا سيما الافتقار إلى الموارد، لتوفير بيئة غنية بالقراءة والكتابة. عرض الخبير محمد المسكي حول «أهمية المناهج المختلطة والتجريبية في تعلم القراءة»، استعرض نتائج الدراسة والتي مكنت من إعداد جرد واضح عن الاحتمالات الجديدة خاصة في ما يتعلق بالموارد والأدوات التكنولوجية الموضوعة لتعلم القراءة.أما الدكتورة ماجدة بارابيج، فكانت مداخلتها حول القراءة كمهارة القرن الحادي والعشرين، و أكدت أن الأزمة التي يعرفها العالم في مجال التعليم، تحول دون فرص النجاح. ف»القراءة مهارة مهمة بشكل خاص يجب إتقانها، فهي توسع مجال الاحتمالات وتشكل الأساس الذي تنبني عليه جميع أشكال التعلم الأخرى». من بين نتائج الدراسة،» أن 71 ٪من رجال التعليم يصرحون أن التعلم المدمج أكثر فعالية و88 ٪ منهم يوافقون على أن الأنشطة التجريبية تحفز الفضول والخيال، من خلال لعب الأدوار وتواجد بيئة غنية بالقراءة والكتابة». من جهة أخرى فعند تقييم الموارد اللازمة لتعلم القراءة، أكد 88٪ تقريبًا من المستجوبين، بأن توفر المكتبة والكتب المدرسية له أهمية قصوى، ويقول 80٪ تقريبًا إن الطابعة هي أداة لا غنى عنها في الفصل الدراسي، لإنتاج الوسائل البيداغوجية التي تسمح للتلاميذ باكتساب مهارات القراءة، و ما يقارب 60٪ من المدرسين، صرحوا بأن استخدام جهاز العرض، له أهمية كبيرة في فهم وتعلم المهارات، وفي مجال القراءة أكد معلمون، بانها ليست مسألة بسيطة تتمثل في التمكن من التوفر على كتاب أو مساحة للقراءة، وإنما هي مسألة أكبر، تتعلق بتأسيس قيادة تعاونية حيث تتفاعل العائلات والمجتمعات والبيئات الرقمية والأماكن العامة في تزامن مثالي. وفي حوار لمحمد المسكي مع جريدة الإتحاد الإشتراكي، أكد على» أهمية الموضوع المثار»، لافتا إلى أنه» خبير دولي في التعليم والتنمية الدولية ، وسبق وعمل في عشرين دولة ، كما شارك في العديد من الدراسات مع مختلف البلدان والجنسيات»، مضيفا « أن التنمية البشرية مهمة للغاية بالنسبة له وأنه يقوم بالتنمية من خلال التعليم. من جهتها أوضحت الدكتورة ماجدة برابيج، رئيسة الجمعية المغربية لرياضة العقل، «أن الأخيرة ينقصها الدعم المادي»، مستعرضة تجربتها في «إدارة عيادة «ميتالين هوب»، التي تشرف على هذا النوع من التعلم الذهني، وكذا تدريبها للفريق المغربي ل»ورشات عمل ألية عمل الدماغ» وتحكيمها لمسابقات دولية في القراءة السريعة والخرائط الذهنية، موضحة أنها تؤمن بأنه «عندما نشارك تجاربنا نعطي الطرق العملية لتطبيقها ولا نكتفي بتلقينها فقط». وللإشارة فقد سبق ونشرت جريدة الإتحاد الإشتراكي مقالة حول إبرام اتفاقية شراكة بالدارالبيضاء بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين و«إبسون» المغرب، لفائدة تلامذة التعليم الأولي، وذلك عقب تنظيم ندوة صحفية ،شهدتها قاعة الاجتماعات بمقر الأكاديمية يوم الثلاثاء 10 ماي الماضي، هدفها «إطلاع الرأي العام على أهدافها»، بحضور عبد المومن طالب، مدير الأكاديمية، وجوزيف فالو، المدير العام ل «إبسون إفريقيا الفرانكوفونية،» وكذا المديرات والمديرين الإقليميين بالأكاديمية الجهوية، وأطر من الشركة ، والمدير المساعد للأكاديمية ورؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية، حيث تم عرض كبسولة تعريفية حول «مساهمة المؤسسة في تجويد العملية التعليمية من خلال التوظيف الأمثل للمعدات داخل وحدات التعليم الأولي: «مديرية عين الشق نموذجا».