احتضن المركز الإقليمي للتكوين المستمر بمدينة تاونات، الأربعاء، ورشة عمل إقليمية للتقاسم والتعميق والتصويب لفائدة الأطر التربوية العاملة بالمؤسسات التعليمية المحتضنة لبرنامج "القراءة من أجل النجاح"، الذي يدخل في إطار مشروع شراكة وتعاون بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). وتميزت هذه الورشة بتمكين المستفيدات والمستفيدين من عرض تجاربهم وتقاسمها فيما بينهم، فضلا عن تبادل الخبرات التي راكموها في سياق تجريب العدة البيداغوجية الجديدة لتدريس اللغة العربية في المستويات الأربع الأولى من سلك التعليم الابتدائي، وذلك بهدف إنجاح هذا المشروع الذي يروم تحسين التعلمات والمهارات القرائية في اللغة العربية لدى المتعلمين. وعرف هذا اللقاء، إلى جانب حضور محمد الغوري، المدير الإقليمي للتعليم بتاونات، وخبراء بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، على رأسهم "طوم لوبلون"، مدير مكتبها التربوي، مشاركة المنسق الإقليمي للقراءة بتاونات، وأطر التدريس العاملين بالمؤسسات التعليمية المنخرطة في "مشروع القراءة من أجل النجاح" بمديرية تاونات، وعددها عشر مؤسسات، إلى جانب عدد من الأطر التربويين والإداريين العاملين بمديرية تاونات وأكاديمية فاسمكناس. ويأتي تنظيم هذا اللقاء مع مديري المؤسسات التعليمية وأطر التدريس بمؤسسات التجريب بمديرية تاونات لمشروع "القراءة من أجل النجاح" كآخر محطة خلال السنة الدراسية الحالية، وذلك تفعيلا لمشاريع الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، وكذا في إطار تعميم البرنامج الوطني للقراءة المبرمج بأربع أكاديميات جهوية للتربية والتكوين على الصعيد الوطني، من بينها أكاديمية جهة فاسمكناس من خلال مديريتي الحاجبوتاونات. وقال محمد العابدي، المنسق الجهوي لمشروع القراءة من أجل النجاح بمديرية تاونات، في تصريح لهسبريس، إن "هذا اللقاء جاء تتويجا لمجموعة من المحطات السابقة، منها المحطات التكوينية في إطار مشروع القراءة من أجل النجاح، ومحطات أخرى تتعلق بالتغذية الراجعة للتتبع والتقويم والتصويب". وأضاف أن "مديرية تاونات حظيت بشرف احتضان عملية التجريب لمشروع القراءة من أجل النجاح"، مشيرا إلى أنه "بعد إنتاج كتب مدرسية جديدة تتبنى هذه المقاربة بالمستويين الأول والثاني، سيتم، بعد سنة تجريبية، في الموسم المقبل، الانتقال إلى المستويين الثالث والرابع للعمل بالمنهاج الجديد الذي ينبني على تعميم هذه التجربة". وأبرز العابدي أن هذا المشروع لم يعد مقتصرا على القراءة فقط، بل اتسع ليشمل جميع مكونات مادة اللغة العربية، موردا أن ذلك يندرج في إطار استراتيجية شاملة لمديرية المناهج التي شرعت منذ مدة في مراجعة منهاجي اللغة الفرنسية والعربية بما ينعكس على جودة التعلمات. وقد أجمع المتدخلون في هذا اللقاء على أن مثل هذه الورشات تعد وسيلة أساسية لتمكين كل من الوزارة الوصية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من تقدير فعالية تنفيذ مستجدات المنهاج الدراسي الجديد للغة العربية في المؤسسات التجريبية، وذلك قبل تعميمه على كل مؤسسات التعليم الابتدائي على الصعيد الوطني.