دعا مسؤولون أفارقة الخميس بشرم الشيخ المصرية إلى ضرورة حشد ما لا يقل عن 25 مليار دولار لتمويل برنامج تسريع التكيف مع التغيرات المناخية في إفريقيا، بهدف إعداد القارة لعواقب تغير المناخ. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، في كلمة خلال فعالية حملت عنوان (يوم إفريقيا) نظمت ضمن أشغال الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأممالمتحدة للتغير المناخي (كوب 27)، إن التحديات التي تواجه إفريقيا في أعقاب جائحة كوفيد -19 والحرب الروسية الأوكرانية أصبحت هائلة، وأثرت على الميزانيات الحكومية، مشيرا إلى أنه يجري العمل في جميع أنحاء القارة على العديد من المبادرات لمعالجة تأثيرات المناخ وبناء القدرة على الصمود. وأضاف أن التحديات ضخمة، والوقت ليس في صالح الدول والحكومات، داعيا الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي إلى البقاء صامدين في الكفاح من أجل العدالة المناخية. من جهته، قال رئيس البنك الإفريقي للتنمية، أكينوومي أديسينا، إن المجموعة، تقود العديد من مبادرات العمل المناخي لتعزيز التخفيف والتكيف، تشمل بالخصوص توسيع نطاق تمويل التكيف، وتزويد المزارعين بتقنيات مقاومة للمناخ، ودعم الشباب للتكيف مع تغير المناخ، وإطلاق مشروع الطاقة الشمسية من أجل تحويل منطقة الساحل إلى قوة طاقة متجددة. وأشار إلى أن إفريقيا تعاني من الآثار المدمرة لتغير المناخ، مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير والجراد، كما أنها تعاني من نقص التمويل المتعلق بالمناخ، وتعتبر التكاليف المالية لتغير المناخ في أفريقيا هائلة، إذ تخسر القارة بين 7 و15 مليار دولار سنويا بسبب تغير المناخ، والذي من المتوقع أن يرتفع إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2050. ولفت إلى أنه تم تشريد 5 ملايين إفريقي بسبب تغير المناخ، وتظهر أحدث التقديرات الصادرة عن الفريق الدولي المعني بتغير المناخ أن أفريقيا ستزداد حرارة أسرع من أي منطقة أخرى في العالم. وتابع «مع ذلك، لا تتلقى إفريقيا سوى 3 في المائة من إجمالي تمويل المناخ على مستوى العالم، إذ تتلقى 18 مليار دولار سنويا وهو مبلغ ضئيل، في حين تقدر احتياجاتها من تمويل المناخ ب 125 مليار دولار سنويا». ولفت إلى أن البنك الإفريقي للتنمية ضاعف تمويله الخاص بالمناخ إلى 25 مليار دولار بحلول عام 2025، متابعا: «نلتزم ب 41 في المائة من إجمالي تمويلنا لفائدة تمويل المناخ، وهو ما يتجاوز هدفنا البالغ 40 في المائة». من ناحيتها، أكدت وزيرة التعاون الدولي المصرية رانيا المشاط، أهمية الاستجابة الدولية لمبادرة تسريع التكيف التي أطلقها بنك التنمية الأفريقي، وحشد 25 مليار دولار لهذه المبادرة لدعم جهود العمل المناخي في قارة إفريقيا. وقالت المشاط، إن قارة إفريقيا تعد من أكثر المناطق عرضة لتأثيرات التغيرات المناخية، وهو ما يحتم ضرورة تعزيز الجهود الجماعية التي يجب القيام بها لضمان تعزيز الأمن الغذائي والمائي، والحفاظ على قارة إفريقيا ومواجهة تداعيات التغيرات المناخية. ودعت إلى ضرورة اتخاذ خطوات فعالة نحو تفعيل التعهدات والانتقال بها لمرحلة التنفيذ، لافتة إلى ضرورة ضمان أن تشمل القرارات المتخذة جميع الفئات الأكثر احتياجا لتأمين سبل العيش وضمان عدم تأثرها بالتغيرات المناخية. بدورها، أشارت وزيرة الدولة الكينية للبيئة والغابات، سويبان تويا، إلى أن إفريقيا لا تزال محركا قويا في مفاوضات المناخ، داعية الدول المتقدمة إلى زيادة إجراءات التخفيف والدعم الخاص بتمويل التكيف بالدول النامية. أما المدير التنفيذي بالإنابة للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا، أنطونيو بيدرو، فأكد أن المستقبل لا يزال مشرقا على الرغم من التحديات التي يواجهها، و»نحن بحاجة إلى تغيير السرديات الإفريقية من بلد التحديات إلى قارة الفرص». وشدد على ضرورة الاستثمار في الانتعاش الأخضر، وضمان انتقال عادل للطاقة إلى الحصول الشامل للكهرباء، وبناء نظم للزراعة ونظم غذائية مستدامة، مضيفا «أن تسريع النظم الغذائية أمر ضروري لتحقيق خطة الاتحاد الإفريقي 2063.