سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في افتتاح فعاليات المؤتمر الوطني الثامن للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات : الكاتب الأول إدريس لشكر يوجه دعوة للتضامن والمطالبة بفك طوق الاحتجاز عن النساء الصحراويات بتندوف
خدوج السلاسي: مؤتمر المنظمة محطة سياسية للنقاش والنقد والمساءلة والترافع عن القضايا النسائية من أجل النهوض بحقوقهن
انطلقت فعاليات المؤتمر الوطني الثامن للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، يوم الخميس الماضي بمعهد مولاي رشيد للطفولة والشباب، برئاسة إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والحبيب المالكي رئيس المجلس الوطني للحزب، وبحضور عدد من المنظمات والجمعيات النسائية الوطنية والعربية والإفريقية والأوروبية وأمريكا اللاتينية، ثم أعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني للحزب، فضلا عن المنظمات الحقوقية والديقراطية المدافعة عن قضايا وحقوق الإنسان. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر الوطني للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات تحت شعار حرية، مساواة، عدالة، على مدى أيام 6، 7 و 8 أكتوبر 2022، بتزامن مع اليوم الوطني للمرأة الذي يعتبر مناسبة للمطالبة بتفعيل تطبيق الحقوق والحريات المتعلقة بالمرأة المغربية على أرض الواقع. لقد شكل هذا الحفل الافتتاحي لفعاليات المؤتمر الوطني للمنظمة، الذي قدمت أشغاله حنان رحاب، عضو المكتب السياسي للحزب، مناسبة سانحة للاحتفاء بنضالات الحركة النسائية بالمغرب ووفائها للقضايا الحيوية للنساء المغربيات، والمسجلة في تاريخ النضال المغربي والوطني ببالغ من الفخر والاعتزاز، والذي لايمكن أن يغيب عن الأذهان باعتباره يشكل زخما نضاليا حقق العديد من المكتسبات لفائدة النساء المغربيات. وما ميز هذا الحفل الافتتاحي هي الكلمة السياسية التي تقدم بها إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، والتي من خلالها دعا النساء الاتحاديات للتعاون والتضامن مع النساء الصحراويات اللواتي يعانين ويلات القهر والاحتجاز بمخيمات تنذوف، الذي فرض عليهن لأكثر من خمسين سنة من قبل ما يسمى «البوليساريو» صنيعة الجزائر، مشددا في ذات السياق على ضرورة إسناد الأخوات الصحراويات اللائي أجبرن على الاحتجاز من قبل جبهة «البوليساريو» التي أصبح واضحا للعيان ما تقوم به في منطقة الساحل والصحراء وتورطها في ما يجري من انتهاكات حقيقية وإجرامية كالجريمة المنظمة والاتجار في البشر وشبكات التهريب والمخدرات، والشريحة الأقوى تأثرا من هذه الانتهاكات والجرائم هي شريحة النساء الصحراويات. وأكد الكاتب الأول للحزب أن النساء الاتحاديات باعتبارهن ينتمين لحقل اليسار والتقدمية، من الضروري عليهن التضامن اللامشروط مع كل نساء العالم اللائي يعانين من القهر والتسلط والظلم المزدوج وفي مقدمتهن المرأة الفلسطينية والمرأة الإيرانية وما حل بها مؤخرا، هذا التضامن اللامشروط من أجل الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية، مضيفا في نفس الصدد أن النساء الاتحاديات مطالبات بالتضامن دوما مع كل الحركات النسائية في العالم التواقة إلى الحرية والتغيير والمناضلة من أجل القيم الإنسانية النبيلة والكونية. كما دعا الكاتب الأول للحزب، المؤتمرات الاتحاديات لجعل محطة المؤتمر الوطني الثامن، محطة سياسية بامتياز ، بالنظر للسياقات المتعددة التي ينعقد فيها المؤتمر، خاصة بعد ما جاء في الخطاب الملكي السامي، حول مكانة المرأة بالمجتمع المغربي والنهوض بحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتجاوز كل الحسابات التنظيمية الضيقة. وكان الأستاذ لشكر، أشار في مستهل الكلمة السياسية، إلى فضيلة العرفان والامتنان إلى كل النساء عبر التاريخ اللائي كافحن وناضلن إلى جانب إخوانهن الرجال من أجل هذا الوطن وقاومن من أجل الحرية والاستقلال للبلاد، وكذا نساء الستينيات والسبعينيات والثمانينيات اللائي أبلين البلاء الحسن في الدفاع عن الوطن ثم مقاومة كل أشكال الاستبداد والظلم والقمع. وسجل نفس المتحدث في ذات المناسبة، ضرورة إقرار فضيلة الامتنان والإشادة بدور النساء اللائي ناضلن وأسسن التنسيقيات والشبكات والجمعيات من أجل الدفاع عن مكانة المرأة في المشاركة السياسية والتمثيلية النسائية في المؤسسات المنتخبة وحضور المرأة في مراكز صنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفي مقدمتهن النساء الاتحاديات اللائي كان لهن دور في القرار الحزبي حيث تمت البداية بالحضور النسائي بكوطا 10 في المائة بعدها 20 في المائة، ثم الثلث من أجل المناصفة. وأشار الكاتب الأول، إلى أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد دفع ضريبة النضال في سنوات الجمر والرصاص وتعرض للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من أجل القيم الإنسانية النبيلة الحرية والمساواة والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، من أجل مغرب ديمقراطي وحداثي، مذكرا في نفس الوقت على أن هذه النضالات والدفاع عن القيم والأفكار المتنورة، استغلها الخصوم في كل الاتجاهات وقوى الجمود والمحافظة لترويج التضليل والأكاذيب وحملات التكفير وتوزيع صكوك الغفران هنا وهناك. وأكد لشكر أن كل هذه الأكاذيب وحملات التكفير تكسرت على صخرة الذكاء الشعبي المغربي المتجسدة في الإقدام على القرارات المنفتحة والاجتهادات المشروعة في الدين الإسلامي باعتبار هذا الدين الوسطي المعتدل ينتصر إلى القيم النبيلة الإنسانية الحرية والكرامة والمساواة والإنصاف والعدالة. وشدد الكاتب الأول على الدور المحوري الذي لعبته النساء الاتحاديات بصفة خاصة والحركة النسائية بصفة عامة في إقرار مدونة الأسرة الحالية التي مرت على تطبيقها عشرون سنة، مع الإشارة كذلك للدور الفعال الذي قام به المجاهد عبد الرحمان اليوسفي الذي كان يقود حكومة التناوب التوافقي كوزير أول، والدور الحاسم لجلالة الملك آنذاك من أجل خروج مدونة الأسرة. ودعا الكاتب الأول، النساء الاتحاديات للوقوف على الاختلالات والفراغات القانونية التي أبانت عنها تجربة تطبيق مدونة الأسرة وتقديم المقترحات البديلة والتوصيات الناجعة من أجل تطوير وتجويد هذا القانون الذي له أهمية بالغة في الحياة اليومية للمغاربة. واستعرض لشكر معاناة النساء بسبب تداعيات جائحة كورونا سواء في فترات الإغلاق والحجر الصحي والآثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على المرأة المغربية، مذكرا بتنبيهات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في ذلك الوقت حيث قدم الكاتب الأول أرضية شاملة ومتكاملة حول الجائحة وتبناها الحزب كاملة، مشددا على أن النساء أدين الفاتورة غالية في هذه الجائحة، كالعدد الهائل من العاملات في المنازل اللائي فقدن عملهن، ثم النساء القرويات والعاملات الزراعيات، دون الحديث عن المرأة المطلقة والمرأة الأرملة، وبصفة عامة المتضرر الأكبر من الجائحة هن النساء، وزاد في ذلك تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية على المعيش اليومي. ومن جهتها أكدت خدوج السلاسي، الكاتبة الوطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، في كلمة ألقتها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، على أن المؤتمر الوطني الثامن للمنظمة يؤثر على انتظام واستمرارية النضال والمسير والمسار الذي خطه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هذا المسير والمسار الذي انطلق من وعي سياسي قبل منتصف السبعينيات. وشددت السلاسي على أن المؤتمرات الوطنية لم تكن فقط محطات تنظيمية تستبدل فيها الأجهزة التنظيمية، بل كانت محطات للنقاش السياسي وللتفكير والنقد والمساءلة والترافع من أجل إقرار المكتسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للنهوض بمكانة المرأة المغربية، مؤكدة كذلك أن المؤتمرات كانت محطات للتعبير عن التزام النساء الاتحاديات بالعهد والوفاء للقيم والمبادئ الديمقراطية الاشتراكية والحداثية، مسجلة في نفس الوقت أن هذا الوفاء للقيم والمبادئ والرموز والشهداء يتجدد اليوم في شهر أكتوبر الذي يتزامن مع اليوم الوطني للمرأة. وأكدت السلاسي أن اختيار شعار المؤتمر الوطني الثامن، « حرية مساواة عدالة»، لم يكن اختيارا اعتباطيا، إنه اختيار مدروس سواء على مستوى المفاهيم وتراتبية هذه المفاهيم، وتمت مراعاة في صياغة هذا الشعار تقاطع السياسي بالاقتصادي والاجتماعي مايعني اعتماد المقاربة المتعددة الأبعاد في مجال معالجة قضايا النساء وتحقيق الحلم ويكمل شعار المؤتمر الوطني السابع «الدولة المدنية أساس المواطنة الكاملة». ومن جهة أخرى أكدت السلاسي أن المعركة النسائية، معركة حقيقية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية انطلاقا من فعل تحرري، لكسر كل الأغلال وكل عقد النقص والتحرر كذلك من الفقر والأمية ومن وزر الخرافة والشعوذة، ورفع كل أشكال الحيف والتميز انسجاما مع الهوية النضالية الاشتراكية الديمقراطية للمنظمة. وأيرزت السلاسي، أن الانطلاق من نماذج نسائية ناجحة إلى رؤية نسائية تنطلق من تعدد المرأة ومن تعدد المعارف والتجارب، رؤية تؤسس لعدالة نسائية شاملة، مؤكدة أن على الدولة في إطار تنزيل النموذج التنموي الجديد، أن تضع كل مؤسساتها وإمكانياتها لتمكين النساء وإدماجهن في التنمية الشاملة، والإدماج الفعلي يكون بالتحدي لكل أشكال التهميش والإقصاء، وتمتيع النساء بكل الخدمات الاجتماعية. كما استعرضت السلاسي عددا من الاختلالات في عدة مجالات اجتماعية المرتبطة بواقع المرأة المغربية، مشيرة في نفس الآن إلى أن الدولة الاجتماعية هي التي تعتبر النساء الجزء الأكبر من الحل بدل أن يكون النساء جزءا من المشكل.. وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثامن حضور عدد من ممثلي المنظمات النسائية وممثلي الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الوطنية والعربية والإفريقية والأوروبية وأمريكا اللاتينية، حيث تناوب هؤلاء على منصة المؤتمر لتقديم التحية للمؤتمر الوطني الثامن والإشادة بدور وأعمال المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، والتعبير عن متمنياتهم بجاح المؤتمر في كل أشغاله ومهامه، فضلا عن الدعوة للمزيد من توطيد العلاقات القطاعية والحزبية خدمة للقضايا النسائية والنهوض بحقوقهن جهويا ودوليا. يذكر أن المؤتمر الوطني الثامن في بداية جلسته الافتتاحية قرأ سورة الفاتحة على روح الناشطة الحقوقية والجمعوية عائشة الشنا التي انتقلت إلى دار البقاء مؤخرا وكذلك على أرواح جميع النساء المناضلات اللائي فارقن الحياة ما بين المؤتمر الوطني السابع والمؤتمر الوطني الثامن.