عبد الحق الريحاني انعقدت الدورة الأولى للمجلس الوطني للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات يوم السبت الماضي بالمقر المركزي للحزب بالرباط، وذلك من أجل انتخاب الكاتبة الوطنية للمنظمة وأعضاء الكتابة الوطنية. في بداية أشغال هذا المجلس، ذكرت السعدية بنسهلي رئيسة المؤتمر، التي كانت محاطة بعضوات رئاسة المؤتمر، بالمسطرتين اللتين تمت المصادقة عليهما خلال أشغال المؤتمر الوطني السابع التي تتعلق بالكاتبة الوطنية من جهة، والكتابة الوطنية للمنظمة. وكشفت بنسهلي أن رئاسة المؤتمر لم تتوصل سوى بترشيح واحد لمهمة الكاتبة الوطنية خلال الآجال القانونية المحددة مصحوبة ببرنامج عمل تعاقدي للأخت خدوج السلاسي، وأعلنت في نفس الآن، عن أنه بالرغم من ذلك فباب الترشيح مفتوح في وجه الأخوات من أجل تقديم ترشيحهن لهذه المهمة. وفي توضيح استدراكي آخر لرئاسة المؤتمر، أعلنت أن هناك ترشيحا آخر للأخت لطيفة الزيواني، الذي تعذر على رئاسة المؤتمر التوصل به، نظرا لبعض الظروف الموضوعية، ما جعل رئاسة المؤتمر الإعلان في حينه قبول هذا الترشيح، إلا أنه بشكل ديمقراطي واختياري، تدخلت الأخت الزواني لتعلن بروح رياضية عن سحب ترشيحها ودعم الترشيح الوحيد المتعلق بالأخت خدوج السلاسي. وانتقل المجلس الوطني للاستماع للبرنامج التعاقدي الذي قدمته الأخت خديجة السلاسي، حيث أكدت على أن هذا المشروع له ثلاثة مداخل أساسية للنهوض بالمنظمة الاشتراكية، أولها المدخل التنظيمي من أجل بناء تنظيم نسائي يعتمد نظام القرب للاستقطاب والانفتاح على الطاقات النسائية ومؤثر في الحراك الثقافي والحقوقي والاحتجاجي، والمدخل الثاني يتمثل في مدخل بيداغوجي يعتمد على هدف عام من أجل إعادة الاعتبار للعمل السياسي لإبراز العلاقة بين المشاركة السياسية للنساء وتحقيق الأهداف الحقوقية والمواطناتية تجسيدا لشعار المؤتمر الوطني السابع «الدولة المدنية أساس المواطنة الكاملة»، أما فيما يتعلق بالمدخل المعرفي، الذي ما هو إلا مدخل فكري تكويني مرافق لعمل القرب على المستوى الميداني، انطلاقا من العلاقة الجدلية بين خطاب الإصلاح وفعل الإصلاح. وفي هذا السياق ترى السلاسي أن الحداثة اليوم ضرورة وليست امتيازا، ضرورة لتحرير المرأة من المقاربة الهوياتية المحافظة التي تربط بين الكينونة والوظيفة الطبيعية والقرابة، وليس بين التحقق السياسي والاجتماعي والمواطنة الكاملة. وشددت السلاسي في هذا المشروع التعاقدي على أن التكوين داخل المؤسسة الحزبية على المستويات التنظيمية والسياسية والحقوقية والقانونية و الاستفادة من الطاقات والكفاءات التي راكمها الاتحاد في هذا المجال، وذلك لتجاوز الفقر على مستوى تأهيل المنخرطات الجديدات وإعداد المرشحات للواجهات الحزبية والانتخابية. وفي الأخير اشترطت السلاسي من أجل إنجاح هذا المشروع، ضرورة جمع وتوحيد كافة الاتحاديات وإقرار مبدأ التضامن والمصالحة والتنصيص على القضية المشتركة المتمثلة في الارتقاء بمردودية المنظمة للارتقاء بمردودية الحزب في أفق المجتمع الذي نريد. وصادق المجلس الوطني، فيما بعد، هذا المشروع التعاقدي وانتخب الأخت خدوج السلاسي كاتبة وطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات. وفي أول تصريح لها ككاتبة وطنية للمنظمة بعد انتخابها، أكدت أن رأسمالها الحقيقي في هذه المهمة، هو دعم وتشجيع النساء الاتحاديات لها في هذه المسؤولية، مشددة أنها لن تشتغل لوحدها، لأن من يشتغل وحده يموت وحده، وألحت على أن الاشتغال سيكون اشتغال جماعي من أجل المنظمة والحزب وفق المبادئ والقيم التي تشبعنا بها خلال مسيرتنا النضالية داخل الاتحاد، كما وعدت في شكل من التضحية الجسيمة والصوفية على أنها سوف لن تدخر أية قطرة من دمها من أجل إنجاح كل ما نحن بصدده داخل المنظمة. ويذكر أن خدوج السلاسي، التي انتخبها المجلس الوطني كاتبة وطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، أستاذة لمادة الفلسفة منذ سنة 1978، وانخرطت بالحزب منذ سنة 1975 بعيد المؤتمر الاستثنائي للحزب الذي اقر آنذاك استراتيجية النضال الديمقراطي، وقالت لجريدة الاتحاد الاشتراكي «ان البداية النضالية لها كانت من خلال القطاع الطلابي الاتحادي بجامعة محمد بنعبد اللهو حيث تسلمت بطاقة الانخراط من عبد الهادي خيراتو المسؤول عن القطاع الطلابي في تلك الفترة، وبعد ذلك مسؤولة بالشبيبة الاتحادية، ثم الفرع والكتابة الاقليمية والكتابة الجهوية، ثم عضو اللجنة المركزية، وفيما بعد اللجنة الإدارية منذ سنة 2000 . وسبق للسلاسي أن كانت مستشارة جماعية بجماعة فاس سايس، أما فيما يتعلق بالأنشطة الجمعوية فقد شغلت منصب الكاتبة العامة للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة بجهة فاس بولمان، ثم العضوية بالمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، مكتب الفرع بفاس وعضو المكتب الوطني حاليا بجمعية جسور، كما أن السلالي كاتبة لعدة مقالات في المجال التربوي والسياسي والاجتماعي بجريدة الأحداث المغربية، وجريدة «الاتحاد الاشتراكي». كما انتقل المجلس الوطني في الجزء الثاني من أشغاله إلى انتخاب أعضاء الكتابة الوطنية للمنظمة والبالغ عددهم 21 عضوة، حيث فتحث باب الترشيحات في وجه عضوات المجلس الوطني، وقد تقدم للترشيح لهذا الجهاز 28 عضوة وتم تخصيص كوطا للأخوات المندمجات في الحزب من الحزبين السابقين العمالي والاشتراكي وصلت إلى سبعة ((7 عضوات. فبعد اقتراع سري بواسطة الصناديق الزجاجية التي تم توزيعها على خمسة مكاتب، مرت عملية التصويت في جو من الشفافية والديمقراطية التامة لكل عضوات المجلس الوطني الحاضرات، ودامت عمليات التصويت زهاء ساعتين، لتليها عمليات فرز النتائج العلني أمام عضوات المجلس لوطني، و التي سهرت عليها رئيسة المؤتمر بالإضافة إلى بعض عضوات المجلس الوطني غير المرشحات للجهاز. وفي الأخير أسفرت النتيجة عن انتخاب كتابة وطنية من 21 عضوة، وتم ترديد النشيد الرسمي للحزب في إطار أخوي «اتحادي اتحادي نحن ثورة على الأعادي»