تتواصل وبشكل يومي انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي للمقدسات الفلسطينية واعتداؤها على المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك ويستهدف تصاعد إجراءات الاحتلال القمعية وانتهاكاته بحق المصلين المسلمين والمسيحيين ، تقييد وصولهم الى الحرم القدسي الشريف وكنيسة القيامة والمسجد الإبراهيمي في الخليل لممارسة شعائرهم الدينيةن إضافة الى البطش والتنكيل بالنساء والأطفال واعتقال الشبان المرابطين لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدسالمحتلة، وأن هذا العدوان جزء لا يتجزأ من مخططات الاحتلال الرامية إلى تكريس سرقة الحرم الإبراهيمي الشريف وتهويده، والإعلان عن أسرلة المسجد الاقصى المبارك من خلال تغيير المعالم والهوية التاريخية والحضارية لهما. وهذا الأمر بات يعبر عن عقلية الاحتلال وسياساته التي تستهدف دور العبادة والأماكن التاريخية والتراثية في فلسطينالمحتلة، وتزوير واقعها لخدمة روايات الاحتلال ومخططاته الاستعمارية . استهداف الحرم الإبراهيمي وقمع المصلين فيه والاعتداء عليهم يعتبر استهدافا للمقدسات المسيحية والإسلامية في فلسطين، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض يومياً لانتهاكات الاحتلال في إطار تنفيذ مخططاته الاستيطانية ضمن إطار تكريس الاستيطان والإمعان في نظام الفصل العنصري الأبارتهايد، وذلك يمثل انتهاكا صارخا للقرارات الأممية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، مما يستدعي قيام المحكمة الجنائية الدولية بسرعة البدء بفتح تحقيق فوري حول انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني، ووقف مخططاته الاستيطانية في عموم الأراضي الفلسطينية ولاسيما في مدينة القدسالمحتلة. وواصلت سلطات الاحتلال، أيضا، استهدافها الحرم الإبراهيمي، حيث قام جنود الاحتلال بالاعتداء على الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل ويشكل هذا الاعتداء انتهاكا فاضحا ويمس حق المسلمين الخالص فيه ولا يحق لها تشويه طابعه الإسلامي والحضاري بموجب القانون الدولي، باعتباره مدرجا من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونيسكو على لائحة التراث العالمي كملكية فلسطينية تراثية مهددة بالخطر. ويقف أبناء الشعب الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين في خندق واحد، حيث يواجهون الممارسات الإسرائيلية والاستيطانية لحماية مقدساتهم والدفاع عن وجودهم في القدسالمحتلة التي تسعى سلطات الاحتلال لتفريغها من سكانها الأصليين، وبات من المهم في ظل ذلك أن يقوم المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ القدس ومقدساتها، ووضع حد لهذه الانتهاكات السافرة والمخالفة للقانون الدولي والانتباه إلى المخاطر المحدقة بالمدينة المقدسة من تهويد وتغيير للواقع الديموغرافي فيها. وفي ظل ما يجري، تعمل سلطات الاحتلال على الاستيلاء وسرقة المزيد من الاراضي الفلسطينية، وتتواصل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المقدسات الفلسطينية، حيث قامت بسرقة آلاف الدونمات من أراضي الوقف الاسلامي جنوب مدينة أريحا بعد أن فرضت قوات الاحتلال سيطرتها العسكرية على 22 ألف دونم من أراضي بلدة السواحرة الشرقية ومقام النبي موسى بالضفة الغربية المحتلة، وذلك ضمن مخططات الاحتلال الرامية لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها . وهذا الأمر الخطير يتطلب خروج المجتمع الدولي عن صمته وتفعيل نظام الحماية الدولية للفلسطينيين، ووقف سياسة الكيل بمكيالين في تعامله مع الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وازدواجية المعايير التي ينتهجها مع مبادئ حقوق الإنسان وسرعة التدخل من قبل المجتمع الدولي لوقف مخططات الاحتلال التهويدية وجرائمه بحق المقدسات والتي تأتي ضمن الحرب المفتوحة وأسلوبها الممنهج والمتواصل من قبل حكومة التطرف الإسرائيلية، وذلك بهدف تصفية الوجود الفلسطيني عن طريق توسيع الاستيطان وعمليات التطهير العرقي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة . سفير الاعلام العربي في فلسطين رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية [email protected]