فقدت الساحة الفنية والإبداعية يوم أمس الجمعة أحد روادها الكبار، الممثل نور الدين بكر، بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث وافته المنية بمنزله بالدار البيضاء. برحيل الفنان المقتدر نورالدين بكر، يكون المغرب قد فقد أحد أبنائه البررة والذي أعطى الكثير للساحة الفنية ، سواء في المسرح أو التلفزيون أو السينما، وسيترك غيابه فراغا كبيرا، من الصعب ملؤه لما كان يتمتع به رحمه لله من كفاءه عالية في مجال التمثيل، وكذلك نظرا للعطاءات التي قدمها، دون أن يعطيه هذا المجال الشيء الكثير، ما عدا حب الناس لشخصه وفنه، وأعماله الكثيرة والمتنوعة شاهدة على ذلك، وستبقى شاهدة على رجل سخر حياته منذ الطفولة للمجال الفني. رفيق دربه في المسرح والإبداع الفنان عبدالإله عاجل، قال في شهادة له لجريدة الاتحاد الاشتراكي، لقد رحل نور الدين بكر، «رحيل فنان مقتدر، أعطى الشيء الكثير لهذا الميدان بحب وإخلاص، دون أن ينال حقه، لقد كون أسرة، وسيظل المغاربة يتذكرونه دائما، فتاريخه الفني معروف، وأعماله تتحدث عنه، كان عملاقا بما تحمل الكلمة من معنى، رحمه لله، ولله يصبرنا جميعا.» الممثل الكوميدي محمد الخياري، قال في وهو ينعي صديقه ورفيقه في الفن «استيقظت الساحة الفنية على مصاب جلل صباح الجمعة، لقد فارقنا الأستاذ والرائع والأب الروحي للكوميديا بالمغرب سيدي نور الدين بكر . إنا لله وانا اليه راجعون». فنانون ومثقفون وإعلاميون و أيضا مواطنون ،عرفوا نور الدين بكر، من خلال أعماله، فأحبوه، وأحبوا صدقه وسخريته أيضا، كلهم نعوا الفقيد الكبير، وأجمعوا على أن الرزء كبير، ويمثل رحيله انطفاء للبسمة، تقول إحدى التدوينات، برحيل الفنان نورالدين بكر يفقد المغرب أحد الأسماء الفنية الكوميدية الأكثر توهجا، وتنطفئ معه البسمة، بل الضحكة المشعة على وجه الإبداع المغربي. نورالدين بكر عاش بسيطا ومات بسيطا، لم يكن له من هم في الحياة سوى الفرح، ولا غاية غير غاية إسعاد الناس بأعماله وقفشاته التي يحفظها الجمهور العريض. ولعل لازمة «راك ماشي فالخسران يا حمادي» التي أصبحت مقولة ثابتة عند المغاربة كلما حلت أزمة أو موقف صعب يمر منه أحدنا، تؤكد أن الراحل كانت له بصمة في الوجدان المغربي، بصمة ستظل قائمة وخالدة مهما تقدم الزمن وتغيرت أساليب السخرية أو الإضحاك، أو حلت أجيال أخرى من الكوميديين. وها هو يغادر الحياة لا يحمل معه شيئا غير حب الناس وتقديرهم له. نور الدين بكر، المزداد بالدار البيضاء سنة 1952، بدرب السلطان، دخل عالم التمثيل في سن مبكرة لايتعدى عشر سنوات، وبدايته الفنية كانت سنة 1967، بمسرح الهواة الأخوة العربية، والذي كان يشرف عليه الأستاذ عبدالعظيم الشناوي. عاش أفضل فترات مشواره الفني في فترة التسعينات مع فرقة (مسرح الحي) الذي قدم معها أفضل المسرحيات والتي اعتبرت الأفضل في تلك الفترة من بينها مسرحية (شرح ملح)، و(حب وتبن) سنة 1998، بالإضافة إلى ذلك عمل في عدة مسلسلات وسيتكوم لعل أشهرها مسلسل (سرب الحمام) سنة 2000 مع رشيد الوالي. رحم لله الرائد والأستاذ نور الدين بكر، إنا لله وإنا إليه راجعون.