تنديد دولي واسع بالغزو الروسي لأوكرانيا وفرض عقوبات جديدة نددت العديد من الدول بالغزو الروسي لأوكرانيا والذي بدأ فجر أمس الخميس، في وقت تتجهز فيه أمريكا ودول أوروبية لفرض حزمة جديدة من العقوبات على موسكو. وفي أول تعليق له، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بعد سماع دوي انفجارات في العاصمة الأوكرانية، إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها سيردون بطريقة موحدة وحاسمة على «هجوم غير مبرر من جانب القوات العسكرية الروسية» على أوكرانيا. وأضاف بايدن في بيان: «الرئيس (فلاديمير) بوتين اختار حربا مع سبق الإصرار ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية». ومضى يقول: «روسيا وحدها هي المسؤولة عن الموت والدمار الذي سيحدثه هذا الهجوم. العالم سيحاسب روسيا». من جانبه، ناشد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقف أي هجوم لقواته ضد أوكرانيا. وقال غوتيريش موجها نداء شخصيا إلى الزعيم الروسي، خلال كلمته بجلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا، الخميس: «الرئيس بوتين، أوقف جنودك عن مهاجمة أوكرانيا، أعط السلام فرصة، لقد سبق أن فقد كثيرون حياتهم». وحذرت ليندا توماس غرينفيلد، مبعوثة أمريكا لدى الأممالمتحدة، في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، من أن واشنطن تعتقد بأن غزوا آخر «واسع النطاق» لأوكرانيا من جانب روسيا وشيك، قائلة إن هذه «لحظة محفوفة بالمخاطر». وقالت المبعوثة: «الليلة نشاهد الروس يغلقون المجال الجوي، وينقلون القوات إلى دونباس، وينقلون القوات إلى مواقع جاهزة للقتال». من جانبه، دان الاتحاد الأوروبي الخميس سلوك روسيا «غير المبرّر» وحذر من أن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيواجه «عزلة غير مسبوقة» بعد تدخله العسكري في أوكرانيا. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بروكسل أمام الصحافيين إن «القادة الروس سيتوجّب عليهم مواجهة عزلة غير مسبوقة»، مشدّدًا على أن الاتحاد يُحضّر حزمة جديدة من العقوبات ستكون «الأشد العقوبات التي يتمّ تنفيذها على الإطلاق». ونددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الخميس بهجوم روسيا على أوكرانيا وتعهدا «بمحاسبة» موسكو. وكتبا في تغريدة: «ندين بشدة هجوم روسيا غير المبرر ضد أوكرانيا. في هذه الساعات العصيبة القاتمة نتضامن مع أوكرانيا ونسائها ورجالها وأطفالها الأبرياء في وجه هذا الهجوم غير المبرر» متعهدين «بمحاسبة الكرملين» بعدما باشرت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا خلال الليل. ويعقد القادة الأوروبيون قمة، الخميس، كانت مقررة قبل بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا ليلا. وسبق أن فرضوا دفعة أولى من العقوبات على روسيا بعدما اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال مناطق أوكرانية يسيطر عليها انفصاليون موالون لموسكو. وخلال قمة الخميس التي يرأسها ميشال، فإنهم قد يفرضون مزيدا من العقوبات يتوقع أن تكون أكثر صرامة. في السياق نفسه، ندد المستشار الألماني أولاف شولتس، بالهجوم الروسي على أوكرانيا ووصفه بأنه غير مبرر وانتهاك صارخ للقانون الدولي، وقال إن برلين ستتشاور مع شركائها في مجموعة السبع وفي حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. بدوره، أدان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الخميس «الأحداث المروعة في أوكرانيا» قائلا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «اختار إراقة الدماء والدمار بشن هذا الهجوم غير المبرر». وغرّد على «تويتر»: «سترد بريطانيا وحلفاؤنا بشكل حازم»، مضيفا أنه تحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. من جهته، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا ودعا موسكو إلى وقفها على الفور. كما استنكر السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة نيكولا دو ريفيير، مساء الأربعاء، «ازدراء» روسيا للأمم المتحدة بعد إعلان فلاديمير بوتين «عملية عسكرية» في أوكرانيا. ويعقد مجلس الدفاع الفرنسي، الخميس، اجتماعا طارئا برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون، لبحث الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا. وذكر قصر الإليزيه أن «مجلس الدفاع سيعقد اجتماعا طارئا برئاسة ماكرون، وسيُجرَى اتصال بين ماكرون والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بعد قليل»، بحسب وكالة «يورونيوز» الأوروبية. أما الصين، فقالت إنها تراقب الوضع في أوكرانيا «عن كثب» ودعت إلى «ضبط النفس» من جميع الأطراف بعدما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن عملية عسكرية على أوكرانيا. وأوضحت الناطقة باسم وزارة الخارجية هوا تشونيينغ في مؤتمر صحافي دوري أن «الصين تراقب عن كثب الوضع وندعو جميع الأطراف إلى الحفاظ على ضبط النفس ومنع الوضع من الخروج عن السيطرة». وطالبت الحكومة البولندية بتفعيل المادة الرابعة4 من معاهدة حلف شمال الأطلسي، بينما وصف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الهجوم الروسي بأنه «غير مبرر» مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يعملان على توفير رد فوري. وأكد «تندد الحكومة الإيطالية بهجوم روسيا على اوكرانيا غير المبرر وتقف إيطاليا إلى جانب الشعب الأوكراني ومؤسساته في هذه اللحظة المأسوية». كما نددت فنلندا والسويد بالهجوم الروسي وشجبتا بشكل منفصل «هجوما على منظومة الأمن الأوروبي». مجلس الأمن إلى ذلك، دعا مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى وقف الحرب في دونباس، والتراجع الفوري عن قرار غزو أوكرانيا. في حين ستطرح الولاياتالمتحدة الخميس، مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدين روسيا «لشنها حربا» في أوكرانيا، كما أعلنت مساء الأربعاء السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة ليندا توماس غرينفيلد. وأوضح مسؤول أمريكي طلب عدم كشف اسمه أنه يتوقع التصويت على النص من حيث المبدأ الجمعة، وقالت ليندا توماس غرينفيلد: «وجه بوتين رسالة حرب في تجاهل تام لمسؤولية هذا المجلس. هذه حالة طارئة خطيرة. سيتعين على المجلس اتخاذ إجراء وسنطرح قرارا على الطاولة غدا» الخميس. في السياق نفسه، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إن بلاده تدين بشدة التصرفات الأحادية الجانب من قبل روسيا، مؤكدا أنه أصدر تعليمات للأجهزة اليابانية المعنية ببذل كل ما في وسعها لضمان سلامة المواطنين اليابانيين في أوكرانيا. عقوبات جديدة أعلن الاتحاد الأوروبي، فرض عقوبات على العديد من المسؤولين الروس رفيعي المستوى، بينهم وزير الدفاع سيرغي شويغو. وبحسب ما نُشر في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، الخميس، فإن أسماء شخصيات مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مدرجة على لائحة العقوبات. وإلى جانب شويغو، تضمنت لائحة العقوبات، رئيس مكتب بوتين أنطون فاينو ونائبي رئيس الوزراء مارات خوسنولين ويوريفيتش غريغورينكو ووزير الاقتصاد والتنمية ماكسيم غيناديفيتش. وأعلنت الولاياتالمتحدة، وحلفاؤها، الأربعاء، عن مزيد من العقوبات على روسيا، بسبب اعترافها بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، في حين يتوقع فرض عقوبات جديدة إضافية، في أعقاب تصريحات للحلفاء هددوا فيها بإجراءات «أشد صرامة» إذا أقدمت موسكو على غزو شامل لأوكرانيا. ودخلت حزمة العقوبات الجديدة حيز التنفيذ، أول أمس الأربعاء، وتتضمن وضع جميع أعضاء مجلس الدوما الروسي، في القائمة السوداء، وهو ما يعني تجميد أصولهم، وفرض حظر سفر عليهم. إلى ذلك، ذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية أن الرئيس الكوري مون جيه-إن أعلن الخميس أن بلاده ستشارك في فرض عقوبات اقتصادية على روسيا بسبب عملياتها العسكرية في أوكرانيا. ونقلت الوكالة عن الرئيس قوله، إنه يجب ضمان سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها. وقال سفير أوكرانيا لدى أنقرة الخميس إن بلاده طلبت من تركيا إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الروسية، كما ترغب في فرض عقوبات على موسكو بعد أن شنت روسيا هجمات جوية وبرية على جارتها.