تعد فاس من المدن التي استطاعت محاربة أحياء الصفيح وتمكين ساكنتها من بقع أرضية بعين السمن مع تصاميم مجانية خاصة ببناء شقق أصبحت سكنا لائقا لهذه الشريحة الاجتماعية، ولعل أكبر عمليات ترحيل السكان من تلك الدور الصفيحية او الدور الآيلة للسقوط، تمت في عهد المجلس الاتحادي الأسبق خلال مرحلة نظام «وحدة المدينة» . وشهدت فاس في تلك الفترة أكبر عمليات الترحيل بمنطقة «كاف العزبة « و»المقطع وصهريج كناوة وطريق عين الشقف» ، غير أن بعض «الجيوب الصفيحية» ظلت متواجدة في «بلاد المكزاري وبلاد الطاهري « بمقاطعة جنان الورد. ومنذ سنة 2014 شرعت السلطة في إعادة هيكلة هاتين المنطقتين ، حيث تم تسليم قطع أرضية للسكان مع تصميم مجاني ، وقام المستفيدون بتشييد «دور لائقة» ومازالت العملية مستمرة ، علما بأنه لايزال عدد من قاطني بلاد المكزاري لم يستفيدوا من هذه العملية من بينهم السيد حفيظ بوفريش القاطن ببلاد المكزاري ، ووالدته المسنة السيدة فطيمة ، والتي تجاوزت العقد السابع من العمر ، واللذان «يعيشان في ظروف مأساوية بدون مرحاض ولا مرافق، زيادة على ذلك فان سقف الإسطبل الذي يقطنانه يهدد حياتهما بالانهيار» ، يقول المشتكي في اتصاله بالجريدة ، مؤكدا «أنه منذ سنة 2014 وهو ينتظر دوره من اجل الاستفادة على غرار جيرانه من المستفيدين، ليتمكن من بناء شقة لائقة يقضي فيها بقية حياته مع والدته ، بعيدا عن مخاطر انهيار السقف « . وأضاف السيد حفيظ قائلا « لقد أضناني الاتصال بالمسؤولين الذين يطلبون مني الصبر ، ولما يئست راسلت والي فاس مؤخرا في الموضوع ،فتوصلت بجواب منه اخبرني ان مسكني الصفيحي يوجد من بين 13 منزلا مبرمجا من أجل الاستفادة والتركيز بعين المكان ، وأنني سأستفيد عند انطلاق إعادة الهيكلة وتهيئة الوعاء العقاري لتركيز الأسر». وتبعا لكل ما سلف من معطيات ، واستحضارا لمرور سبع سنوات عن الشروع في إعادة الهيكلة في «بلاد المكزاري وبلاد الطاهري» ، يطرح التساؤل : إلى متى ستظل العائلات المحصية تنتظر الاستفادة من التركيز وبناء شققها في المنطقة للتخلص من كابوس الانهيارات المحتملة، خاصة ونحن على أبواب فصل الشتاء، فصل تهاطل الأمطار والرياح القوية؟