كشفت مجلة «جون أفريك»، وبشكل حصري، قيام قائد الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، بزيارة سرية إلى العاصمة الفرنسية باريس. وربطت المجلة بين هذه الزيارة وإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، عن نهاية عملية «برخان» التي كانت تهدف لقتال المتشددين في منطقة الساحل الإفريقي. وكان مصدران مطلعان ومسؤول فرنسي في غرب إفريقيا ل»رويترز»، قد أعلنا أن فرنسا ستضطر إلى خفض عدد قواتها في هذه المنطقة المضطربة. وكانت تقارير أخرى قد أشارت إلى أن هشاشة الوضع الأمني أحبط باريس، مع عدم وجود ما يشير في الأفق لانتهاء عملياتها والاضطراب السياسي، خاصة في مالي. ويأتي قرار خفض عدد القوات بعد أيام من سيطرة القائد العسكري في مالي، الكولونيل أسيمي جويتا، على السلطة، في أعقاب الإطاحة بثاني رئيس خلال 9 أشهر، مما دفع الرئيس الفرنسي آنذاك، إلى وصف تلك الخطوة بأنها «انقلاب على الانقلاب»، حيث علق مؤقتا العمليات المشتركة بين القوات الفرنسية والمالية في الثالث من يونيو. وأفادت «جون أفريك» أن «المهمة السرية» للقائد الأعلى للجيش الجزائري مستمرة منذ بضعة أيام، مؤكدة أن الغرض منها هو بحث الوضع الأمني الجديد في منطقة الساحل الإفريقية مع نظرائه الفرنسيين، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن نهاية «برخان». وأضاف المصدر نفسه، أن شنقريحة حل بباريس لمناقشة الدور الذي لعبه الجيش الجزائري عملية «برخان»، والدور الذي من المنتظر أن يلعبه بعد الإعلان عن انتهائها. بينما أفاد مراقبون أن الجنرال الجزائري قدم إلى باريس على نحو سري للتفاوض حول دور جزائري واسع في إفريقيا على المستوى الأمني، خاصة مع النجاحات المتواترة التي باتت تحققها الجماعات المسلحة بالمنطقة، على مستوى الابتزاز العسكري والمطالبة بالفدية، وأيضا إطلاق سراح المعتقلين ومبادلتهم بإطلاق الرهائن المدنيين. وهذا ما يبرره إقدام البرلمان الجزائري على المصادقة في نونبر 2020 على قرار رئيس الدولة إرسال القوات العسكرية إلى الخارج، في خطوة استباقية لتطويق حالة عدم الاستقرار في حدوده الجنوبية، وأيضا في خطوة للعب دور «المناولة العسكرية» على المستوى الإفريقي. للتذكير، فقد تولى الجنرال سعيد شنقريحة (76 عاما)، قيادة الجيش الجزائري، خلفا للواء أحمد قايد صالح المتوفى في 23 من دجنبر 2019، بأمر رئاسي من حاكم قصر المرادية عبد المجيد تبون، وذلك في رسالة وصفت ب»القوية» موجهة، سواء إلى الشعب الجزائري أو الجيران الإفريقيين والمغاربيين، كما وصفتها المؤرخة والمتخصصة في الشأن الجزائري آنذاك «كريمة ديرش»، كما كتبت مجلة جون افريك في 2019.