عرفنا كل أنواع الميكيافيللية، السوداء والسياسية والحمراء والعقلانية والغريزية، ولم نعرف الميكيافيللية الرديئة، حتى أنصتنا للرئيس الجزائري وهو... يصرح: لا ضغينة لدينا لأشقائنا المغاربة ! أولا، من ميكيافيلليته الرديئة، أنه كان يتحدث أمام إعلام بلاده، الذي لم يدخر جهدا أبدا في الإساءة إلى الأشقاء.. وإذا افترضنا أنه جاء ليحين التوجيه، الذي ربما لم يصرفه بما يليق من مكر إزاء الشعب الجزائري الشقيق، فإنه اختار أن يفعل ذلك بغير قليل من «الطنز»! خلال لقائه الدوري مع وسائل الإعلام المحلية، ردد التبون نفس العداء الممجوج، والعدوانية المتأصلة، بمحاولة للتوهيم الميكيافيللي المقرف. تبون، الذي يعتبر كل «تحايل ضدنا انتصارا، هو نفسه الذي يعتبرنا أشقاء، ولا يشعر بأية ضغينة تجاهنا: يفتخر كلما تآمر علينا ويفتخر كلما أخبروه بحرب ضدنا ويفتخر بكل ما يؤلمنا، ويفتخر ب «تسجيل الدبلوماسية الجزائرية لنقاط إيجابية في آخر دورة للاتحاد الإفريقي، لا سيما بعد تبني المنظمة القارية لتوصيات الجزائر، في ما يخص موقف مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي الأخير من قضية النزاع في الصحراء المغربية». ويفتخر بأن ما نراه نصبا وتحايلا من لدن مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي الأخير، بفعل آخر لعبة غش وتدليس قام بها خديمه إسماعيل الشرقي قبل أن يغادر المحفل الإفريقي، عين النزاهة، ويقول إن «الاتحاد الإفريقي أبدى نوعا من النزاهة في الطرح». ليته اغتنم فرصة الصمت الذي يسبق كلامه ليقول إننا أسأنا للشعب المغربي الذي جعلنا أشقاء بحق وحقيقي، ودفع لأجل ذلك ثمن الأخوة! وليته اغتنم الفرصة، وقال لشعبه: لقد فهمتكم، عندما تعالت أصواتكم تطلبون الحساب عن التدبير السياسي والاقتصادي طوال سنوات الاستقلال… لقد فهمتكم وأنتم تطالبون باستقلال حقيقي، وتقرير المصير الحقيقي… لقد فهمتكم عندما تطالبون بتصويب النظر والخروج من الحول الإيديولوجي والجيواستراتيجي والأخلاقي… لقد فهمتكم، عندما ترفعون الأصوات: آش بغيتو عند المروك، المروك يشتغل ويتقدم، ماذا فعلتم بالجزائر.. ليته أيضا، في خطوة بعدية، اغتنم فرصة الصمت التي تلي كلامه.. وأبقى فمه مطبقا، ولم يضف أن «موقف الجزائر المساند لتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية مستمد من الشرعية الدولية». معنى ذلك أن الأشقاء المغاربة محتلون! لنتأمل هاد الرئيس، يخترع شعبا صحراويا يجعله شعبا شقيقا لنا ثم يجعلنا محتلين، لنكون في النهاية متساوين.. في عقدة ضميره المهتز! يقول تبون إن «مشكلة الصحراء الغربية مشكلة تصفية الاستعمار وجميع الأطراف متفقة على هذا…»! وليس في الأطراف غيره هو وجماعته… ويضيف تبون: «لا نملك أي ضغينة أو حقد تجاه أي طرف من أطراف النزاع، فالمغاربة أشقاؤنا والصحراويون كذلك، ونتمنى حلا يرضي طرفي النزاع». على من كيضحك هاد السيد؟ الجواب طبعا، كيضحك على شعبو…... على ذقن شعبه الذي يخرج بالملايين ليقول له ارحل، ويريد أن يتحرر من استفهامات حول ضياع المال الجزائري على القضايا الوهمية… الذي ضيع في «نضال» دولة العسكر من أجل الاوهام... عمره. شعب يخرج شبابه لكي يطالب بالمحاسبة فيعطوه الكذب والاحتقار. نحن نقول: لن نتسول أخوة من مكيافلليين، لأننا ببساطة نولد ومعنا حب شعب الجزائر، الذي أطلق قبل أيام «هاشتاغا» جميلا، ونافذا الى القلب ويفتح المستقبل بعد أن يعمل على ترصيد الماضي: الشعب المغربي ليس عدوا لي. لقد أراد الرئيس أن يستولي، ويُقرصِن أعماق شعبه ويستخدمها في أحابيل عجزه عن إقناعه... لن نتسول أخوة منكم، ونقول لكم: كونوا أشقاء شعبكم أولا يا سيد «تبون». تعلَّموا الأخوة مع بلادكم لكي تتعرفوا على أشقاء يقيمون على الحدود، لا على مرمى... رصاصة! لكم عوز كبير، وحَوَلٌ أكبرَ، السيد الرئيس صوِّبوا قلوبكم نحو شعبكم، وستجدوننا!