تتواصل الجهود الدبلوماسية الفلسطينية وبدعم أردني مصري لحشد الدعم العربي والدولي للقضية الفلسطينية من أجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين وتجسيد قيام الدولة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي . وفي هذا المجال لا بد من مضاعفة العمل والتنسيق العربي المشترك والتحرك العاجل للعمل على صعيد اللجنة الرباعية الدولية التي اجتمعت مؤخراً على مستوى المندوبين لدفع عملية السلام إلى الأمام وفق المرجعيات الدولية المعتمدة وقرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية، وأهمية اتخاذ قرارات واضحة بشان ضرورة عقد المؤتمر الدولي للسلام لدفع عملية السلام إلى الأمام . وعلى المستوى الفلسطيني لا بد أيضا من القيادة الفلسطينية التحرك واتخاذ الخطوات المطلوبة ودعم المفهوم الوطني لإعلان الاستقلال الفلسطيني وتجسيد هذا الإعلان عمليا على أرض الواقع الذي شكل خلال العقود الثلاثة الماضية وجسد طموح الشعب الفلسطيني عبر مراحل النضال والكفاح والتحرر وليعبر مفهوم الاستقلال ويعني ترسخ الحقوق الوطنية في منظمات ومؤسسات المجتمع الدولي وتحولها إلى حقيقة سياسية في ظل الأزمات الدولية وما آلت إليه طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي . فى هذا النطاق لابد من الفصائل الفلسطينية الإسراع بتحمل المسؤولية والعمل على تطبيق ما ورد في المرسوم الرئاسي وتنفيذه لإطلاق الحريات العامة، وذلك من أجل تمهيد المناخ الملائم لإجراء الانتخابات بصورة شفافة وحرة ونزيهة وتكريس الحياة الديمقراطية في المشهد السياسي الفلسطيني في جميع محافظات الوطن والحفاظ على الإرث الكفاحي والنضالي والسياسي للشعب الفلسطيني، ودعم مفهوم الاستقلال الوطني وأهمية التزام جميع الأطراف بما تم التوصل إليه خلال جلسات الحوار على صعيد التفاهمات والإطار السياسي للانتخابات لنعكس صورة مشرفة أمام العالم ولتعبر فلسطين الدولة عن نفسها ونهجها الديمقراطي . الواقع السياسي الحالي وتلك المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية تمنح الشعب العربي الفلسطيني حقوقه الشرعية في تجسيد إعلان الدولة الفلسطينية، والتي هي اليوم أهم حقيقة سياسية موجودة في العالم أكثر من أي وقت مضى، وربما تكون الدولة الفلسطينية كحقيقة سياسية أصبح وجودها راسخاً أكثر من دولة الاحتلال نفسها، ويجب أن تستمر الجهود الوطنية من أجل إعلان قيام الدولة وتجسيد هذا الإعلان عبر ضرورة إصدار جواز السفر الفلسطيني التابع لدولة فلسطين والشروع بصك العملة الفلسطينية ليتم تداولها فلسطينيا وأهمية تطوير المؤسسات الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي تشكل الإطار الحقيقي والطبيعي للدولة الفلسطينية المستقلة . لقد فرضت الدبلوماسية الفلسطينية نفسها، وعبرت عن واقع الشعب الفلسطيني وحقيقة الصراع القائم في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وساهمت في نقل صورة ما يجرى من ممارسات وعربدة يومية وعدوان ظالم يقوم بها جيش الاحتلال العسكري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، لتساهم في تعزيز المواقف الدولية الداعمة للحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني وتعزيز الموقف الدولي وتزايد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. ويعكس تزايد الاعتراف الدولي بضرورة قيام الدولة الفلسطينية ويضع حدا لهذه الاحتلال العنصري وإرهاب حكومته المنظم والاعتداء على الحقوق الفلسطينية وسياسة الاحتلال القائمة على إقامة المستوطنات وعدم اعترافها بالدولة الفلسطينية، وتكمن أهمية اعتراف المنظومة الدولية باستقلال الدولة الفلسطينية كونها تضع حدا لهذا الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني ويحدد الاعتراف الدولي أسس قيام الدولة الفلسطينية ويضع حدا لأطول احتلال عرفه العالم . سفير الإعلام العربي في فلسطين رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية [email protected]