القمة بين جلالة الملك عبد الله الثاني ورئيس دولة فلسطين محمود عباس، في مدينة العقبة الأردنية، جاءت لتؤكد مجددا أهمية العمل بين فلسطينوالأردن كقضية واحدة لا يمكن أن تتجزأ ولتضع النقاط المهمة والخيارات الاستراتيجية أمامها لمعالجة مجمل التطورات على الساحة الفلسطينية وخاصة في ما يتعلق بالحماية والدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات وجملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك. إن هذه المواقف الداعمة وآخرها تأكيد جلالة الملك عبد الله الثاني على مركزية القضية الفلسطينية وأهمية الاستمرار بالسعي نحو تحقيق السلام العادل والشامل، وعمق العلاقات بين القيادتين والشعبين الشقيقين وتفعيل الجهود من أجل العمل على رسم خارطة طريق فلسطينية – أردنية لبناء استراتيجية شاملة لمواجهة الاحتلال وخاصة بعد رحيل الرئيس الأمريكي ترامب وسقوطه في الانتخابات، وضرورة انطلاق الجهود لوضع مسارات جديدة في صعود الرئيس الأمريكي جو بايدن، والسعى لإسقاط المشاريع التصفوية والتصدي لكل محاولات تمرير ما يسمى بصفقة القرن، واتخاذ خطوات عربية فورية لمواجهة القرارات والانتهاكات الإسرائيلية المدعومة أمريكيا بصورة سافرة وغير مسبوقة، والتي أصبحت تشكل خطورة على مجمل الأوضاع العربية والقضية الفلسطينية، وأن هذا الأمر يتطلب أولا ضرورة الاستقلال الاقتصادي والوطني، والبدء فعليا ببناء المؤسسات الاقتصادية المبنية علي العمل المشترك بين الشعبين من أجل الانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال، وتعمق العلاقات التاريخية التي تربط بين فلسطينوالأردن، وما يجمع بينهما من قواسم مشتركة تؤكد دوما على أهمية الدعم الكبير الذي تقدمه المملكة لفلسطين في مختلف المحافل والمجالات من أجل نيل الحرية وإنجاز الاستقلال الوطني . إن العلاقات الأخوية بين الأردنوفلسطين هي علاقات تاريخية عميقة ويأتي انعقاد هذه القمة مجددا بعد غياب عن الحضور بسبب جائحة كورونا لتؤكد علي رسالة الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس، ومواقف الأردن الثابتة من القضية الفلسطينية وسعيها لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين، وأن الأردن كانت وستبقي تعمل على تقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني لتعزيز صموده وخاصة في القدس أمام الإجراءات الإسرائيلية، كما أن المواقف التاريخية للأردن واضحة ومعبرة عن رفضه لأي مساومة أو مشروع أو صفقة أو حل اقتصادي يكون بديلا عن الحل السياسي . إننا بحاجة ماسة للبدء الفوري بالتطبيق الفعلي لبرنامج إقامة المنطقة التجارية الحرة وتشجيع الاستثمار، وتطوير المشاريع الاقتصادية والانطلاق لإقامة مركز التجارة الفلسطينيالأردني، وتفعيل بروتوكول التعاون في مجال الاتفاقيات مع منظمة التجارة العالمية وضرورة العمل المشترك بين الأردنوفلسطين وتجسيد هذه العلاقات التاريخية بين الشعبين حيث يتطلب الانطلاق الفوري لتطبيق رؤية القيادة بين البلدين وتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني، وأهمية إيجاد السبل الكفيلة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين فلسطينوالأردن . إن الأردنوفلسطين يقفان معا جنبا إلى جنب وبمواقفهما الرسمية والشعبية حيث يرفضان ما يسمى بصفقة القرن وتفرعاتها ومحاولات فرض هذه الخطة على الشعب الفلسطيني والدول العربية، مؤكدتان دوما وفي كل المواقف أهمية التمسك الكامل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وعلى ضرورة التنسيق المشترك والتحرك على الصعيد الدولي من أجل خلق لوبي عربي لكسب الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. سفير الإعلام العربي في فلسطين رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية [email protected]