تستمر الجهود الكبيرة التي ترعاها المملكة الأردنية الهاشمية والتي عبرت عن عمق الانتماء والأصالة والتاريخ المشترك للأمة العربية، وحملت رسالة مهمة وثابتة وراسخة؛ إذ أثبتت السياسة الأردنية قدرتها على التنسيق العربي المشترك في إطار دعم القضية الفلسطينية ولعبت دورا مهما في صياغة المواقف الدولية لتعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته والحفاظ على حقوقه التاريخية الراسخة والأصيلة، ومرة أخرى يؤكد الملك عبد الله الثاني أن القضية الفلسطينية ما زالت القضية المركزية في المنطقة ضمن لقاء القمة الثلاثية التي جمعته بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في عمان. إن اعتبار الملك عبدالله الثاني القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في المنطقة وتأكيداته باستمرار العمل من أجل حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 جاء في ظل حالة الصمت العربي حيث انعقدت القمة الثلاثية في ظل الظروف الراهنة الحرجة وطبيعة ما تمر به القضية الفلسطينية من مصاعب وأوضاع خاصة، تتصاعد فيها المؤامرات وتحاك الخطط من قبل سلطات الاحتلال لتمرير مخططات صفقة القرن الأمريكية لتعبر القمة عن أهمية العمل المشترك بخصوص القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حل لها بناء على قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين والحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف ووضع حد لسياسات الاحتلال ومخططاته المستمرة لتدمير القضية الفلسطينية. ان أهمية هذا العمل المشترك والقمة الثلاثية بين الزعماء الثلاثة تأتي لتضع النقاط على الحروف وتترجم بشكل عملي الموقف العربي الشمولي من عملية السلام مع التأكيد على ضرورة تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل والذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وخاصة حقه في الدولة المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. انه وفي ضوء الجمود ومخططات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته الدائمة لفرض واقع الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وسرقتها ضمن المخطط والدعم الأمريكي اللامحدود لدولة الاحتلال عبر مشاريع الوهم المسماة بصفقة القرن حيث يتطلب العمل على ضرورة حل الصراع في المنطقة وإيجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وبما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة والعمل على تدعيم المؤسسات الفلسطينية وتقديم الدعم الكامل لها ومساعدتها لمواجهة مخلفات الاحتلال ومشاريع التصفية الاسرائيلية. ان العمل العربي المشترك مهم بهذه المرحلة في الوقت الذي تشهد فيه المؤامرات على الشعب الفلسطيني وضرورة التدخل الدولي والعربي من أجل إجبار الاحتلال وقف مخططات الضم للأراضي الفلسطينية وجميع الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل وتستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وأهمية التأكيد على دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية والإسلامية، وأننا هنا نؤكد مجددا على أهمية الدور الأردني ونحيي مواقف جلاله الملك عبد الله الثاني والمواقف الراسخة والثابتة للقيادة السياسية الأردنية والتي كانت دائما بمثابة صمام أمان القضية الفلسطينية، وهي العمق الكفاحي والحاضن التاريخي للشعب الفلسطيني وما شكله هذا الموقف الثابت الأصيل المعبر عن حضارة الشعبين الفلسطيني والأردني والأمة العربية. سفير الإعلام العربي في فلسطين رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية [email protected]