منذ سنوات ونحن نتابع كيف حولت سبتةالفنيدق إلى مدينة تابعة اقتصاديا، فاقتصاد هذه الأخيرة مرتبط بشكل شبه كلي بالسلع التي يتم استقدامها من سبتة عبر أساليب متعددة. اليوم قرر المغرب إغلاق هذا المنفذ بعد أن عمل لمدة سنوات على إضعاف الاقتصاد المغربي من خلال السلع المنخفضة الثمن التي يتم إدخالها عبره. الإشكال هنا يتمثل في أن جل هذه السلع القادمة من هذا المنفذ غير مصنعة في هذه المدينة ولا في اسبانيا. إنها سلع قادمة من دول متعددة بما فيها الصين وباقي الدول الاسيوية. سبتة تستفيد من العديد من الامتيازات الضريبية والجمركية تجعل سلعها منخفضة الثمن. كما أن مدريد تتوفر على منطقة تجارية حرة تعتبر أكبر بؤرة يتم عبرها ادخال السلع المنخفضة الثمن وخصوصا الصينية إلى كل بلدان الاتحاد الاوروبي بما فيها سبتة. وهو مايسمح لمدينة سبتة بتحقيق أرباح كبيرة جدا من وراء هذا الامتياز الضريبي والجمركي الذي تستفيد منه. لقد لاحظنا كيف أن جل الأسر المغربية تبحث باستمرار عن هذه السلع القادمة من هذا المنفذ كما أن العديد يتجهون إلى هذه المدينة بشكل دوري لاقتناء حاجياتهم من مختلف السلع المعروضة في سبتة. كان بإمكان المغرب تحويل الفنيدق إلى مدينة تنافس سبتة منذ سنوات فقط عبر إجراءات ضريبية وجمركية. وهو ما لم نقم به لحدود اليوم. بل قمنا بإنجاز بنيات تحتية ضخمة ومكلفة كثيرا لم تساعد في تطوير اقتصاد الفنيدق وجعله رائدا ومستقلا، بل ساهمت مختلف هذه البنيات التحتية في تطوير اقتصاد التهريب وجعل الفنيدق أكثر ارتباطا بسبتة وبعيدة عن الاقتصاد الوطني. أعتقد أن خلق تحول اقتصادي بالفنيدق يمكن أن يتم بالتدرج ووفق منظور اقتصادي واضح يسمح لهذه المدينة المتعددة المزايا بأن تصبح متعددة الركائز الاقتصادية وأكثر ارتباطا بالاقتصاد الوطني.