تحدث عن «حرب سيبرانية صهيونية مغربية على الجزائر»! عاد وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة عمار بلحيمر، يوم أمس الثلاثاء، إلى الهجوم على المغرب، من على منبر «الشروق اليومية». وهو ترابط يحمل أكثر من معنى، ويفسر بالفعل أن سلوك هذه المجموعة الإعلامية الأخير، والذي أراد أصحابه أن يتسبب بألم كبير للمغاربة، ليس تصرفا أرعن لمنبر لامسؤول. فقد كان الوزير يتحدث عن ما يتوهمه «مخاطر الحرب الإلكترونية التي تستهدف الجزائر وتقودها جهات أجنبية »! لكنه ما كان له أن يشعر بأنه وزير بدون الهجوم على بلادنا، في معرض حديثه عن الواتساب والتقنيات الاجتماعية في الحروب الإلكترونية، التي يعرفها العالم. وقال في حديثه إن شركة «أن أس أو» «منحت رخصة استخدام برنامج التجسس المسمى «بيغاسوس» لعشرات الحكومات، لاسيما منها التي لا تتمتع بسمعة طيبة في مجال احترام حقوق الإنسان على غرار المغرب». ومن بين كل دول العالم، لم يذكر الوزير الجزائري سوى المغرب، وبطبيعة الحال، لا يمكن أن يفوتنا بأن الرجل، يعتبر بلاده جنة حقوق الإنسان! عندما يهاجم بلادنا من الزاوية الميتة، في مجال لا يعرف الجنرالات أي أبجدية من أبجدياته..وعندما يكتبون مواثيقهم يكتبونها بالدم والتصفيات والرصاص الحي… وكان واضحا أن خروجه المغرور إعلاميا، فيه اختيار سياسي وإشارة، بتبني ما قامت به «الشروق»، باختيار جريدتها الورقية للحديث عن حروبه الدونكيشوطية. والرسالة الثانية تمس في الحقيقة دعوات العودة إلى الشارع، مع اقتراب الذكرى السنوية لانطلاق الحراك،22فبراير، الذي لم يمت وما زال في كُمونه الثوري، بسبب كورونا… وبعد فشل النظام في إقناع الجزائريين بالتصويت، مال إلى التحدث عن حقوق الإنسان في دولة أخرى، ولعل الحَوَل السياسي والإديولوجي المزمن، منعه من رؤية حقيقة الغضب في بلاده من الوضعية الكارثية التي أصبحت عليها، ورؤية فشله في إقناع الشعب الذي امتنع بنسبة 80 في المائة من أفراده عن الوصول إلى صناديق الاقتراع، وفشله في إقناعه بابتلاع أكذوبة الجزائرالجديدة، فعاد إلى عداوته القديمة! بلحيمر في حواره الذي أجراه مع «الشروق اليومي»، خانته النباهة، وسلم بالفعل بوجود النية في تهويل الحرب الإلكترونية ضدا في التظاهرات، وقال، كما يقول المناطقة، برهانا بالخلف وهو يدعي بأن «ما نحذر منه ليس نسجا من الخيال ولا اجترارا لما يعرف ب+العدو الخارجي+، سعيا إلى الحيلولة دون تمكين ما يسمى بالديمقراطيين من التظاهر»! وقد رشح الوزير بما فيه، ولن يخفي شمس الحقيقة التي تتربص به وبصناعه النرجسيين، بغربال مثقوب اسمه الحروب التي تقودها جهات أجنبية… وقد تحدث موقع الشروق بعنوان عريض في تقديم الحوار، عن» حرب سيبرانية صهيونية مغربية على الجزائر!» وهي درجة عالية من التوهم الاستشباحي الرهيب، الذي يلزمه، ولا شك، تحليل نفسي وليس سياسي أو جيواستراتيجي، وتسعى المجموعة الحاكمة، في افتراضات باتولوجية، حول تنسيق مناهض، لقمع الجزائريين من الخروج إلى الشارع وإسقاط ورقة التوت الأخيرة عن نظام القبعات المقطبة!