الأكاديمية أحدثت 3 أستديوهات لتصوير الدروس الرقمية وبلغت التغطية 98 % تزويد التلميذات والتلاميذ بلوحات إليكترونية وحواسيب من خلال تعبئة تمويلات خارجية في إطار شراكات
تشهد شؤون التربية والتكوين بجهة الدارالبيضاءسطات، تحولات كبيرة من أجل كسب رهان ضمان إجراء السنة الدراسية الحالية في أفضل الشروط والظروف الصحية . ضمن هذا التوجه يتحدث عبد المومن طالب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء/سطات، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن انعكاسات الأمطار الغزيرة على سير عملية التعليم بجهة الدارالبيضاء/ سطات، والحصيلة الأولية لعملية التعليم بالتناوب.
n هل هناك انعكاسات للأمطار الغزيرة الأخيرة على السير العادي لعملية التعليم بجهة الدارالبيضاء/سطات؟ pp عاشت بلادنا ومعها مدينة الدارالبيضاء، أسبوعا ماطرا امتد من تاريخ 04 إلى 08 يناير 2021، تهاطلت خلاله مقاييس وكميات مطرية مرتفعة جدا، وغير مسبوقة لم تشهد المدينة مثلها منذ ردح من الزمن. وإذا كانت الساكنة البيضاوية قد استبشرت خيرا بهذا الغيث، الذي سيعود لا محالة بالنفع العميم على الزرع والضرع ويبشر بسنة فلاحية الجيدة بإذن لله، فإن هذه التساقطات المطرية قد أحدثت بعض الأضرار الظاهرة على جميع المستويات وأربكت تنقلات مواطني الجهة وموظفي إداراتها. وارتباطا بهذا المعطى المناخي الطبيعي، وأمام استمرار التساقطات لساعات دون توقف طيلة تلك المدة وعجز قنوات المياه المستعملة عن استيعاب هذه الأمطار وتصريفها، فقد غمرت هذه المياه بعض المحاور والمسالك الطرقية الأساسية خصوصا بمناطق ليساسفة ومديونة والحي المحمدي، مما انعكس سلبا على تنقل بعض الأطر والأساتذة والتلاميذ إلى مؤسساتهم. غير أن الإرساء المسبق للجن اليقظة والتتبع على مستوى مديريات أقاليم الجهة ، منذ الأيام الأولى لتفشي جائحة فيروس كورونا وتداعياتها التي أرخت بظلالها على بلادنا، مكن من ضمان سيرورة العملية التعليمية والتعلمية بشكل طبيعي وعادي بكافة المؤسسات التعليمية بالجهة بفضل توفير جميع الشروط الصحية لسلامة المتمدرسين والأطر التربوية. وبالمناسبة أتقدم لكل هؤلاء، ودون استثناء، بالثناء والشكر العميق الموصول على تضحياتهم الجسام المستمرة والمسترسلة دون شرط أو قيد، متحدين هذه الظروف الصحية والمناخية الاستثنائية. ولاينبغي أن نغفل أو نتغافل أيضا الدور المحمود الذي قام به بعض شركاء الأكاديمية من سلطات محلية وجمعيات أمهات وآباء وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ ووسائط الإعلام بمختلف مشاربها. n ماذا عن حصيلة التعليم بالتناوب بجهة الدارالبيضاء/سطات؟ pp كما هو معلوم لدى الجميع، فإن الدخول المدرسي 2020 – 2021 قد انطلق على إيقاع التعليم بالتناوب بين الحضوري وعن بعد، كخيار لجأت إليه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ، لكسب رهان ضمان إجراء السنة الدراسية في أفضل الشروط والظروف الصحية، بعد أن نجحت في رفع التحدي خلال السنة الدراسية السابقة ، رغم صعوبة الظرفية الوبائية ورغم المؤشرات التي كانت ترجح عدة فرضيات لا يسع المجال لذكرها. ويذكر أنه بالنظر للوضعية الوبائية ومؤشراتها، وحرصا منها على سلامة مكونات النسيج المدرسي بمؤسسات الجهة، فقد جنحت الأكاديمية إلى إقرار صيغة التعليم عن بعد في مرحلة أولى امتدت من منتصف شهر مارس إلى غاية ماي 2020، وذلك من خلال: تعميم تفعيل الأقسام الافتراضية بجميع المؤسسات حيت بلغت التغطية 98 بالمئة، وقد تطلب تحقيق هذا الهدف من الاكاديمية توفير خدمة الانترنيت بجميع المؤسسات في زمن قياسي وبتعبئة موارد مالية إضافية. n وفي ارتباط بما سبق ماذا عن أهمية الموارد الرقمية والكبسولات التربوية التي جرى إنتاجها لتوفير شروط التعليم عن بعد؟ pp هذه العملية تطلبت تكثيف إنتاج الموارد الرقمية والكبسولات التربوية، والتي بلغ عددها الإجمالي 1645 منتجا بيداغوجيا. وتجدر الإشارة إلى أن الأكاديمية تمكنت خلال الموسم الماضي من إنتاج حوالي 2795 كبسولة ليصل مجموع الكبسولات التي تم إنتاجها من طرف الأكاديمية حوالي 4440 مورد رقمي، دون احتساب المبادرات الفردية لبعض الأستاذات والأساتذة . ولقد تم تسجيل انخراط نساء ورجال التربية التعليم والمفتشين والأطر الإدارية والتقنية، كما عرفت العملية مساهمة إيجابية من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط. وقد طرحت هذه الموارد الرقمية لتكون في متناول تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية بالمديريات الإقليمية 16 التابعة للجهة، ناهيك عن بعض المبادرات الفردية التطوعية لبعض الأساتذة إزاء تلامذتهم من خلال استغلال وسائط التواصل الاجتماعية المتاحة. وبالرغم من فجائية حدث انفجار الجائحة الذي أتى على حين غرة، فيمكن القول بأن الحصيلة في هذا المجال كانت «إيجابية جدا « بالرغم من بعض الانتقادات الآتية من هنا وهناك ، والتي تعاملنا معها بنظرة بناءة جعلتنا نطور من عملنا. وبعد تقويم عناصر هذه التجربة تقويما أوليا، قررت الأكاديمية مأسسة هذا العمل عبر إحداث ثلاثة أستديوهات لتصوير الدروس الرقمية أنيط تسييرها للجنة جهوية مختلطة عملت على توضيب ومراجعة هذا العمل المرئي من جميع جوانبه قبل بثه على قناة الثقافية المغربية ومنصة تلميذ تيس وقناة يوتوب التابعة للأكاديمية. ومكنت هذه العملية من ضمان الاستمرارية البيداغوجية وإنجاح تنزيل الصيغة التربوية المعتمدة ، سواء تعلق الأمر بالتعليم عن بعد أو التعليم الحضوري، في احترام تام للإجراءات والتدابير الصحية الوقائية، حيث تمكنت من تفعيل الأقسام الافتراضية بنسبة تجاوزت 97 بالمئة . وعلى ضوء مقتضيات المذكرتين الوزاريتين المتعلقتين على التوالي بتنظيم الموسم الدراسي 2021/2020 في ظل استمرار تداعيات جائحة كوفيد 19 وكذا التعليم عن بعد، قررت الأكاديمية اعتماد نموذج تربوي يقوم على التناوب الدراسي بين الحضوري وعن بعد، ببعض مؤسسات أقاليم الجهة، في إطار رؤية تقوم على تنويع مناهج وأساليب التعليم والتدريس، مع الحفاظ على الأسس المنهجية التي يرتكز عليها النظام التربوي. كما أن ذلك يتيح إطارا منهجيا من شأنه ضمان مواكبة النظام البيداغوجي للتحولات التي تعرفها البيئة الاجتماعية، مع فسح المجال للأساتذة لاستكشاف آفاق وأساليب جديدة للتعليم، وإتاحة الفرصة للتلاميذ للانفتاح على آفاق جديدة للتعلم كما هو الشأن بالنسبة للآليات التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي. ولترصيد هذه التجربة، وجبت الإشارة إلى أن الأكاديمية استطاعت أن تفي بعهودها اتجاه الوزارة والتلاميذ من خلال إنتاج ما مجموعه 403 كبسولة مصورة للتعليم عن بعد منذ مستهل يوليوز إلى غاية 19 يناير 2021، تضمنت مواد تعليمية علمية بالأساس موجهة لتلاميذ مسالك الشعب العلمية للسنتين الأولى والثانية من التعليم الثانوي التأهيلي. ومن ثم، ينبغي التأكيد على أن الأكاديمية قد أجابت عن هواجس بعض الهيئات النقابية المهتمة بالشأن التربوي المعبر عنها قبل الدخول المدرسي الحالي، وكذا تخوفات الآباء وأولياء أمور التلاميذ من نموذج تعليمي يتمثل في التناوب بين الصيغتين والمزج بين التعليم عن بعد والحضوري، إذ مكنت هذه التشكيلة من المحافظة على صحة الأطر التربوية والإدارية ، وضمان تكافؤ الفرص بين التلاميذ، ومراعاة التفاوتات الحاصلة في الولوج إلى التعليم عن بعد. ومن أجل تخفيف العبء عن الأسرة بالوسط القروي وبالمناطق الهشة، أشرفت الأكاديمية على تزويد عدد من التلميذات والتلاميذ بلوحات إليكترونية وحواسيب حيث استمرت هذه العملية إلى غاية 18 يناير 2021، وذلك من خلال تعبئة تمويلات خارجية في إطار شراكات وازنة، استهدفت الرفع من منسوب نشر الثقافية الرقمية وتنمية كفايات المتمدرسين في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلوميات.