الأغنية الموحشة الموشومة تؤنسني في هذا الصمت الأبيض. عويلها الحنون حنَّاءُ ودموع عشق ونساء من أصياف ونار. الأغنية الباكية ضوء من ملح ورائحة أعشاب. عويلها جراح ومواسم خيول وبكاء غزير . هي وصية امرأة عارفة بأسرار الملح والوشوم . هي بُحَّاتٌ مجروحة بالليل والمستحيل . هي أقمار الهائمين بالعشق وقرنفل الرقصات . هي أعراس مضت ومسافات من وجع ولوعات. من أقصى النسيان أتت . هي لغة الأسرار وفواكه الصيف وبهجة الصواني . هي انتشاء النحاس بالشمس وغبطة السمان بالعطايا. هذا المساء بارد؛ هذا البيت قبر؛ هذا الصمت بلا عواطف. هذا الليل جاثم على ذكريات من دمع وألماس؛ وهذه الأغنية حضن من شمس ورائحة أم وخالات. عُرْسُ سوق وصخب حياة غبطة حمير وبغال بطنين النحل ونواقيس السقائين . أصوات مكتنزة بالقمح والفحولة والشهوات. وأباريق شاي تقدم الحلاوة للنحل على طبق من حياة . وهي بَلدات هجرها الغِناء وسِحْرُ التفاح . وهي أنهار في الجهة الدافئة من الجسد. وهي الغابات الساحرة في لَيْلِ الكلمات. أغلق الصمت نوافذ الألفة ونداءات الخوخ والرمان. أغلق الصمت النوافذ على البحر ورائحة القهوة . أغلق الصمت النوافذ على المرأة التي أشتهيها . من الشقوق المتمردة تسللت الأغنية كالصباحات اللذيذة بالشمس والقهوة والحليب. هي رسالة سنابل وصيف .هي وشم يَخُضَرُّ بِمِلُحِ الغواية. هي السر وأعشاب السريرة