لماذا ترتعش القصيدة كعصفور كلما أمسكتُ بها، أعصر قلبها من بلل الشتاء، ودم الاستحالة في الربيع فأنتعل جناح فراشة قبل أن تُصادَر الطرقات وتختنق الشوارع بالضجيج أيكون منفاي من ضوء السراب وملح المعنى مجللا بأكاليل من ضحكات الأطفال وأحلام الشعراء فأهرب إلى ضرع البياض أحلبُ غدي صافيا مثل جبين بحيرة لا تزعجه الظلال غزيرا بعدد الرصاصات التي تنام تحت وسادة الرغبات أُهرّبُ ما استطعتُ من ملائكة الروح إلى صدر أبي العاري من زغب العاطفة الى أمومة اللغة في قماط البداية الى بلاغة الفراغ في جبة الامتلاء أتكفيني كسرة شِعْرٍ كي أطفئ هذا النهم إلى الصفاء وأغلق كل نوافذ الريح التي تعوي في دمي كي أطلق على الشمس أسماءها الدافئة أَخُضُّ أسراب العصافير كي تدغدغ السماء الباكية لتضحك فأرسم ابتسامتها على دفتر التلوين الباهت في رف المكتبة المنسي تصطك الحروف بين أصابعي حين يباغتها السؤال: كم من ترانيم رددتها النجوم ولم تكتمل؟ وكم من مواعيد ذابت بباب القلب المخملي مضمخة بعبق الياسمين تنتظر فنام اللقاء على قبل معتقة في مناديل الذكرى ولم تسعل في صدري غير حروف الانتظار كل الحدائق تخلع عشبها وتستعير الرماد وكراسي العشاق فارغة من الأسرار والعصافير وأنا أبحث عن أثر للفراشة في يدي في خرير الماء في حزن المساء في عيون المارين من خرم الباب إلى ظلال الشجرة