عبد الحق عندليب: الاتحاد كقطب يساري حقيقي سيظل البيت الكبير لكل اليساريين أحمد المنصوري: جئنا إلى حزبنا الاتحاد الاشتراكي ونحن مؤمنين إيمانا راسخا بأنه المكان الحقيقي الذي يستوعب تطلعاتنا النضالية
أجواء حماسية عاشها مقر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بشارع فاطمة الزهراء بمراكش، مساء الجمعة تاسع أكتوبر 2020، في لحظة تاريخية احتفلت فيها الكتابة الإقليمية بالمناضلين اليساريين الذين اختاروا بقرار واع و مستقل و بقناعة ثابتة الاندماج في حزب القوات الشعبية إيمانا منهم بجدية مشروعه السياسي في ترسيخ أسس الأفق الحداثي والديمقراطي للمجتمع. حفل الاستقبال الذي انطلق بالتحام مؤثر لأصوات المناضلين الاتحاديين برفاقهم من المناضلين المندمجين في ترديد جماعي لنشيد الحزب، ارتفع فيه صوت الإصرار على العمل بروح نضالية من أجل العمل الجاد من أجل توحيد طاقات اليسار وتجاوز راهن شتاته، لتقوية حضوره في معركة التغيير. بديعة الراضي عضو المكتب السياسي للحزب التي تواصلت عن بعد مع الحضور، أكدت في كلمة ألقتها بالمناسبة أن اختيار المناضلين اليساريين الاندماج في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يمثل عرسا نضاليا و لحظة تاريخية فارقة مفعمة بمعاني التعبئة اليسارية في سياق اشتدت فيها المعركة بين مشروعين متقاطبين أحدهما حداثي و الثاني ظلامي تحركه الرغبة في إعادة المجتمع إلى العصور القروسطية. موضحة أن مراكش بهذا الاندماج تعطي إشارات قوية. وأضافت بديعة الراضي أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هو البيت الكبير الذي يتسع لأحلام جميع اليساريين في التكتل وتجميع الطاقات متجاوزين الدكاكين الصغيرة التي لم تزد اليسار إلا إضعافا. وشددت الراضي على أهمية ما يستدعيه الدفاع عن المشروع الديمقراطي الحداثي من توحيد لصفوف كل الذين يؤمنون بضرورة التغير بتكريس مغرب الحرية والمساواة والعدالة والكرامة في مواجهة المشروع الظلامي. وثمنت بديعة الراضي عاليا قرار الرفاق اليساريين بالاندماج في حزب القوات الشعبية، معتبرة أن المندمجين يشكلون قيمة كبيرة جدا، مؤكدة أن تموقعهم طبيعي داخل الاتحاد بحكم القناعات اليسارية التي يتقاسمونها مع باقي إخوانهم في الحزب. وأكدت في ذات السياق أن مراكش ستعود إلى أمجادها وستعود لحمل المشعل الاتحادي المسنود بالإصرار و الأمل. عبد الحق عندليب الكاتب الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش أكد في كلمته الترحيبية بالمندمجين، أن الحزب بمراكش مع هذا الاندماج بصدد لحظة تاريخية، لأن هذا الفعل يعبر عن إرادة مشتركة بين المناضلات والمناضلين الاتحاديين بالجهة وبين المناضلين اليساريين المندمجين و يحقق حلما راود كل المناضلين في توحيد شتات اليسار. وأوضح عندليب أن الاندماج جاء كتتويج لثلاث سنوات من العمل مع البروفيسور أحمد المنصوري، كان فيها الهاجس الأكبر هو التفكير المشترك في سبل توحيد اليسار وجمع الطااقات والقوى الديمقراطية المؤمنة بالتغير وتحديث المجتمع. حيث كان التنسيق يستهدف كل مكونات اليسار وكل القوى الوطنية. وأضاف عبد الحق عندليب أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كقطب يساري حقيقي يحمل هم الوطن والتغيير، سيظل البيت الكبير لكل اليساريين، مؤكدا أن الرفاق الذين قرروا برغبتهم المستقلة الالتحاق بالحزب جسدوا قناعة عميقة تقوم على تجاوز تشتت المناضلين الذين يوحدهم نفس الهم ونفس الهدف ونفس القيم وتوحيد مجهودهم داخل الحزب الكبير لليسار تقوية لحضور الصوت الحداثي في معركة التغيير، مستجيبين بذلك لحاجة ملحة للمجتمع الذي يتطلع إلى فعل أقوى للصرح اليساري دفاعا عن المساواة والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. وشدد على المناضلين المندمجين جاؤوا إلى الجزب من أجل العمل الوطني واندماجه يشكل تحفيزا معنويا لكل مكونات الحزب لمواجهة كل التحديات لتحقيق المطالب المشروعة لكل الساكنة. وخاطب المناضلين المندمجين قائلا «هذا حزبكم، حزب اليسار الكبير لتحقيق الحلم الكبير والوصول إلى أهداف اليسار من أجل الحداثة والعدالة..» ومن جهته قال البروفيسور أحمد المنصوري في كلمته التي ألقاها باسم المندمجين «أنا جد مسرور بالحضور في هذا الاستقبال الحار، جئنا إلى حزبنا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و نحن مؤمنين إيمانا راسخا بأنه المكان الحقيقي الذي يستوعب تطلعاتنا النضالية، ويستجيب لقناعاتنا، من أجل تنزيل المشروع الحداثي اليساري.» البروفيسور المنصوري أكد أيضا أن الاتحاد الاشتراكي هو البيت الكبير الذي يتسع لليسار في المغرب، فهو الحزب الذي يتمتع بتاريخ نضالي زاخر بالتضحيات وضعت قناعات مناضليه وإيمانهم بصدقية مشروعه السياسي في المحك دون تنازل أو مساومة، ليشكل فاعلا حاسما في التطور الديمقراطي ببلادنا، ثملا هو الحزب الذي يتمتع بديمقراطية داخلية واستقلالية في القرار.. وقال البروفيسور أحمد المنصوري في ذات المناسبة: «جئنا برصيدنا النضالي واندمجنا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لتحقيق القيم التي نحلم بها، قيم الحرية والمساواة والعدالة والكرامة. ووجدنا رحابة صدر كبيرة لدى استقبالنا من قبل الكاتب الأول الأخ إدريس لشكر، مثلما وجدنا ترحيبا كبيرا من قبل مناضلي الحزب.» وتحدث المنصوري في كلمته عن أوضاع مدينة مراكش ورهانات التنمية بها وفداحة الخصاص الذي تعانيها ساكنتها بسبب افتقاد مسيريها لرؤية متكاملة تشكل مشروعا واضح المعالم يضمن سبل العيش السعيد لأهالي المدينة. وعبر عدد من المناضلات والمناضلين المندمجين في كلمات مقتضبة عن قوة اللحظة التي يحققها حدث الاندماج المفعم بمعاني الالتحام الواعي والمسؤول من أجل ترسيخ الفعل اليساري، وهو ما لخصته كلمة المناضلة فاطمة آيت لشكر التي قالت:» جئنا للاتحاد الاشتراكي واندمجنا بروح يسارية و تقدمية وحداثية، دفعتنا قناعاتنا اليسارية لأننا وجدنا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الفضاء الرحب لاستيعاب أحلامنا، إنه التحام من أجل الأهداف النبيلة خدمة للوطن والمواطنين. أعضاء الكتابة الإقليمية للحزب بمراكش سعيدة الوادي وخالد زريكم وجواد الدادسي والطاهر أبو زيد عضو المكتب الوطني للشبية الاتحادية، أجمعوا بدورهم في كلمات ترحيبية بالمناضلين المندمجين على أن الاندماج يشكل لحمة يسارية في بيت اليسار الكبير، خدمة للقضايا العادلة وفي مقدمتها قضايا المرأة والمناصفة والمواطنة الكاملة التي لا تستقيم إلا بتحقيق الكرامة لكل فئات الشعب المغربي. واختتم حفل الاستقبال كما ابتدأ في جو مفعم بمعاني الالتحام والوحدة والصمود بترديد جماعي امتزجت فيه أصوات الحضور لنشيد الحزب. وكانت الكتابة الإقليمية للحزب قد أصدرت بيانا ثمنت فيه عاليا مبادرة الاندماج في صفوف الحزب من طرف مناضلات ومناضلين حاملين لقيم ومبادئ ومشروع اليسار؛ داعية كافة الاتحاديات والاتحاديين بكل مكاتب الفروع والقطاعات الاتحادية بإقليم مراكش ، إلى الانفتاح على إخوتهم المندمجين، والعمل على تيسير اندماجهم الكامل داخل تنظيمات الحزب تفعيلا للقرارات التي صادق عليها المؤتمر الوطني العاشر. واعتبرت في البيان أن عملية الاندماج تندرج في إطار الدينامية التي أطلقها الحزب لتحقيق المصالحة والانفتاح، من أجل تأهيل الحزب لأداء رسالته التاريخية في تكريس قيم ومبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحداثة، ومن أجل مواجهة كافة التحديات وأكدت أن الاتحاد الاشتراكي الذي قدم ولا زال يقدم أروع التضحيات من أجل وطن تسوده الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة، سيظل وفيا لما يربطه مع كافة مكونات اليسار، والصف الوطني والديمقراطي من قيم نضالية نبيلة.