وقعت أمس الأربعاء أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والعمالي والاشتراكي على "بيان من أجل الوحدة"، الذي أعلن انطلاق المسار الاندماجي بين الأحزاب الثلاثة، ووقع على البيان كل من ادريس لشكر وعبد الكريم بنعتيق وعبد المجيد بوزوبع، بحضور الحبيب المالكي رئيس اللجنة الإدارية للاتحاد الاشتراكي وحضور عدد من قياديي الأحزاب الثلاثة ومناضليهم. وقال إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي في افتتاح اللقاء الصحافي الذي نظم بمناسبة توقيع وثيقة الإدماج، إنه التزم خلال المؤتمر التاسع بتوحيد الطاقات الاتحادية التي فرقت بينها ملابسات الخط السياسي، وأضاف أن الاندماج هو حاجة مجتمعية يفرضها مستقبل الديمقراطية في المغرب، مضيفا أن الخطر الآن هو تناسل المشاريع الماضوية المحافظة ومن هنا ضرورة بناء القطب اليساري الكبير والقوي الذي يفرض على الكل الجلوس إلى طاولة الحوار للتوصل لصيغة أمثل. وقال لشكر إن البيان من أجل الوحدة، هو تجسيد للخطوة الأولى في سياق توحيد العائلة الاتحادية، مؤكدا أن ما فرق الاتحاديين كان ظرفيا، ويهم تدبير الخط السياسي، وأوضح لشكر أن الاندماج أصبح ضرورة نضالية تفرضها التطورات السياسية، موضحا أن المشروع الكبير هو توحيد العائلة اليسارية، لأن الشعب بالنسبة للشكر، ينتظر من هذه الأحزاب طرح البديل الديمقراطي الحداثي. وقال لشكر إن ما يدعو إلى تسريع وتيرة الاندماج هو تناسل المشاريع الرجعية الماضوية التي تؤدي بالمغرب إلى الوراء، مشددا على أن التوجه إلى المستقبل يدعو إلى إعادة بناء الحركة الاتحادية في أفق بناء قطب يساري ذي مرجعية ديمقراطية. ونص البيان الذي وقعت عليه الأحزاب الثلاثة على "تنمية الفعل الريادي والنضالي والتصدي لتعاويذ الإحباط وسياسة النكوص التي تروج لها قوى محافظة عبر نفث سموم التعصب المتسربة إلى المجتمع من مسام المؤسسات الديمقراطية"، وأضاف البيان أن الهدف الأسمى هو التكريس الاجتماعي للانتقال الديمقراطي، وتفعيل الأمل الوحدوي عبر الاندماج في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. في السياق ذاته أعلن الموقعون أن قرار الاندماج سيعرض على الأجهزة التقريرية للأحزاب الثلاثة، حيث أوضح عبد الكريم بنعتيق أن لكل حزب الحرية في اختيار التوقيت المناسب للاندماج حسب جاهزيته، معلنا أن لا شروط لديه للتمثيل في الأجهزة التقريرية كالمكتب السياسي، خصوصا أن الاتحاد الاشتراكي لديه الكثير من الأطر سواء داخل المكتب السياسي أو اللجنة الإدارية. وأضاف بنعتيق أنه لم يعد مسموحا اليوم الشتات، في ظل وجود تيار محافظ يريد السيطرة على المجتمع والاستفادة من تراكم 50 سنة من النضال. من جهته، اعتبر عبد المجيد بوزبع أن مسألة الذراع النقابي للحزب الاشتراكي لن تشكل عائقا لكون المكونات الثلاثة اتفقت على تكوين جبهة نقابية واسعة تضم الكونفدرالية والفدراية والمنظمة الديمقراطية للشغل، مشددا على أن حزبه سيترك الحرية للمناضلين لاختيار الإطار النقابي الذي يريد.