نظم المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت ، مؤخرا ، ورشة انطلاق مشروع تنمية الري وتكييف الزراعة المسقية مع التغيرات المناخية بسافلة سد «قدوسة» في إقليمالرشيدية. وتميزت هذه الورشة ، المنظمة تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بمشاركة ممثلين عن عدد من المؤسسات والمنظمات المهنية، والفاعلين في مجالات التنمية الترابية، والتكوين والبحث العلمي، إلى جانب عدد من المستثمرين. «إن مشروع تنمية الري وتكييف الزراعة المسقية مع التغيرات المناخية بسافلة سد قدوسة ، يعتبر واحدا من أكبر المشاريع الهيدروفلاحية على صعيد المغرب» يقول تدخل والي جهة درعة تافيلالت بوشعاب يحضيه، مشيرا إلى «أن تشييد هذا السد إلى جانب مشروع تطوير السقي في سافلته، يندرج في إطار إستراتيجية ترتكز على تثمين الموارد المائية، والحفاظ عليها… « «إن هذا المشروع يندرج في إطار مخطط المغرب الأخضر (2008 2020)، واستراتيجية الجيل الأخضر (2020 2030)، وذلك في بعدهما المرتبط بإنعاش التشغيل في صفوف الشباب ، وانبثاق طبقة وسطى في العالم القروي ، إلى جانب عقلنة استعمال الموارد المائية» يوضح تدخل مدير الري وتهيئة المجال الزراعي بوزارة الفلاحة، أحمد البواري، الذي شارك في الورشة عن طريق تقنية التواصل الشبكي، لافتا « إلى أن هذا المشروع تم وضع تصوره بالشكل الذي يجعل منه مشروعا شموليا ومستداما وقادرا على المساهمة في الحفاظ على الزراعات الواحية ، والتصدي للتغيرات المناخية». « إن مشروع قدوسة يندرج ضمن المنجزات التي ترمي إلى استدامة المشاريع الفلاحية بحوض كير عامة ، وبمنطقة بودنيب على وجه الخصوص ، وكذلك إلى خلق مقاولات فلاحية للشباب» يشير المدير الجهوي للفلاحة ، محمد بوسفول، موضحا «أن هذا المشروع ، وبالنظر لما سيعبئه من موارد مائية سطحية مهمة، فإن الاستغلال المندمج للموارد المائية بالمنطقة، يعد أمرا حتميا للحفاظ على الطبقة المائية الجوفية ، وضمان نجاح واستدامة الاستثمارات المنجزة «، لافتا إلى «أن هذه الورشة تنظم من أجل اتخاذ التدابير اللازمة ومواصلة الجهود لتحقيق الأهداف المسطرة «. هذا و عرفت أشغال الورشة تقديم عرض حول مراحل وشروط تسجيل الفلاحين الراغبين في الاستفادة من مياه الري المتأتية من هذا السد، وذلك بحضور ممثلين ومنتسبين لعدد من الجمعيات والهيئات المهنية ذات الصلة بالقطاع الزراعي ، كما هو شأن جمعيات مستعملي المياه في الأغراض الزراعية بالواحات المنتشرة في المجال الترابي الذي يشمله المشروع. للإشارة، فإن فترة إنجاز هذا المشروع تمتد على مدى خمس سنوات (2019-2023)، وهو نتيجة لشراكة بين المغرب والوكالة الفرنسية للتنمية ، و»يهدف إلى تنمية الأراضي الجماعية ، الشيء الذي من شأنه أن يساهم في انبثاق جيل جديد من المقاولات الفلاحية المدعومة في إطار استراتيجية «الجيل الأخضر 2020 2030». ومن أولويات هذا المشروع ، الذي يندرج أيضا ضمن المخطط الرئيسي للتنمية المتكاملة وتدبير الموارد المائية لحوض كير- زير- غريس ، وبشكل خاص بناء سد قدوسة على وادي كير، تأمين الأنشطة الزراعية وتطويرها، وجعلها أكثر ملاءمة مراعاة للتغيرات المناخية، وذلك على مساحة تبلغ 5000 هكتار أسفل السد، وتشمل واحات تقليدية ممتدة على مساحة 825 هكتارا، وتوسعات تبلغ مساحتها 4075 هكتارا.