جزائرية أحبت الفن التشكيلية فمنحته بعضا من أوقاتها الثمينة وأبرزت قدرتها في بلورة منجز إبداعي مفعم بألوان الحياة . أمام لوحاتها تسافر عبر الفضاء ، تعانق السماء بأجوائها الفيحاء، وهنا تنسى التضاريس بأحجامها وملمسها الخشن وأشكالها المدببه ،وحتى إذا نزلت لتحاكي عالم المرأة تجد هذه السمة الخاصة معترية لجل فضاء لوحتها.فنانة ينم عملها الفني عن عمق تجربة وطول خبرة مع الشكل واللون وتشكيل الملمح الرائع ،إنها المبدعة الجزائرية العصامية فريدة بن محمود التي تتحف المشاهدين بطراز لوحاتها الفريدة ،والمثيرة للخواطر المتلاحقة في هدوء وسكون عبر ألوان يغلب عليها الأزرق بتدرجاته المختلفة ،لتصير لوحاتها محلقة بنا إلى أبعاد مفتوحة مطلقة عبر الحضور الفضائي العلوي المتسع للعين. تتخذ لوحاتها هذا التجانس اللوني الذي يمتد ليطعَّم بقليل من المفردات المتماهية معه مشكلا ملمحا تغلب عليه سعة الوجه. تجريديات فيحاء لقد مكنتها مسيرتها الإبداعية ومشوارها الفني من إبداع من تجاوز الواقعي والانطباعي لتنخرط في عالم اللوحة التجريدية فهي على غرار غيرها تبدع اعمالا كثيرة تتقارب الوانها وخطوطها وأديمها العام لتؤلف سميفمونيات بصرية تدل على إلهاماتها العميقة وهي تواجه المساحات البيضاء بما تجود بها عليها قريحتها الإبداعية من جماليات متناسلة يزدان بها محراب ألوانها الزاهية الجميل. المرأة بشفيف الألوان المرأة في أعمالها تأتي موضوعا جماليا لا يخلو من فنية بارزة تتعلق بالألوان واللمسات الخفيفة التي تأتي بها متداخلة الملمح مع خلفيتها التي تبدو في جل اللوحات أو كلها بألوان مفتوحة قليلة التركيز باهتة الملامح والزي بالصيغة التي تبديها طيفا لاستيلاد الإيحاءات والمعاني. ولأن المرأة على الدوام كانت من المواضيع والمفردات التي يحتفي بها الفن التشكيلي غلى غرار الفنون الأخرى ،فإن الفنانة فريدة بن محمود تتخذها لغايات في مقدمتها جمالية شخصها وإثارتها المعهودة في كل المجتمعات الإنسانية ، مما جعلها محط المبدعين قصد نسج أعمال تشكيلية مفعمة بالإيحاءات المفضية إلى التفكير في أوضاعها وفيما يحيط بها من مسرات وشجون ،وهكذا تبدو في أعمالها : طيفا ينظر إلى الأفق البعيد تسير في الفضاء وتلتحفه وكأنها كائن سماوي مليء بالأسرار. طيفا يحمل بيده شيئا ذا أهمية كلفت بتوصيله إلينا ن وقد يكون ذلك إشارة إلى اعتباريتها ومسؤوليتها الجسيمة في المجتمع. كائنا جميلا بوجهه وبزيه الذي تزيده فرشاة وألوان المبدعة جمالا وبهاء ، وهنا تبرز مهارة الترصيف والتركيب والتلوين بشكل إيقاعي جميل. كائنا جميلا يحمل ملمحا تراثيا عبر الحلي والأزياء التي ترتديها معتزة بهافي عالم طغت عليه العولمة فأفقدت الشعوب الكثير من خصائصها الهويتية. وفي كل أعمال هذه الفنانة التي تبدي أعمالها وفاؤها للفن التشكيلي خصوصيات في رسم الملمح وإيراد المفردات على أديم اللوحة رائعة تريح المشاهد وتشعره بسكينة وتفكير خاص إزاء ما تقدمه من مساحات لونية تشع جمالا. إشارة : فريدة بن محمود فنانة تشكيلية جزائرية ،عصامية لها مشاركات فردية وجماعية في معارض تشكيلية.