دعت إلى تخليد طقوس العيد مع تقيد الجزارين والأسر بجملة من التدابير الوقائية أكد الدكتور بدر الطناشري الوزاني، في تصريح خص به «الاتحاد الاشتراكي»، أن كل التدابير الضرورية قد تم اتخاذها بتنسيق بين كل المتدخلين حتى تمر أجواء عيد الأضحى في جو صحي سليم، بعيدا عن كل ما له صلة بجائحة فيروس كورونا المستجد. وأوضح رئيس المجلس الوطني لهيئة الأطباء البياطرة، أن المهنيين المختصين في الصحة الحيوانية، قد تجندوا لمواجهة هذه الظرفية العصيبة التي تمر منها بلادنا، ويقومون بمجموعة من المهام والأدوار، إلى جانب ما اعتادوا القيام به كل سنة، ارتباطا بمحطة عيد الأضحى من قبيل ترقيم الأضاحي ومراقبة الأعلاف والأدوية المستعملة، ومحاربة جميع طرق الغش التي يسعى البعض من خلالها إلى ممارسة التدليس على المواطن المغربي. وأوضح الدكتور بدر الطناشري الوزاني، أنه تم إعداد أسواق نموذجية تسهر عليها كل من وزارة الفلاحة ووزارة الداخلية، خاصة بعرض رؤوس الأغنام والأبقار والماعز، لتستقبل الباعة من جهة، الذين تم تخصيص مساحات خاصة بهم وبالمواشي التي سيعرضونها للبيع، كما تم إعداد مسارات واضحة للزوار لتفادي الاختلاط والازدحام، تمت خلالها مراعاة المساحة الكافية، إلى جانب تكلف المكتب الوطني للسلامة الصحية بمدخل كل سوق بمراقبة المواشي المختلفة والتأكد من سلامتها الصحية، فضلا عن اتخاذ تدابير لمراقبة وقياس درجات حرارة التجار والمواطنين، بالإضافة إلى توفير المعقّمات، وأماكن الغسل بالماء والصابون، والحرص على تطبيق التدابير الوقائية المتمثلة في وضع الكمّامات والتباعد وغيرهما. وشدّد الدكتور الوزاني، على أنه ليس هناك ما يمكن أن يخيف المواطنين بشأن الإصابة بالعدوى عن طريق المواشي، مؤكدا أنه وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية المختصة في الصحة الحيوانية، فقد جرى تسجيل حالة إصابة عند قط في بلجيكا، وإصابة أسود بحديقة للحيوانات بأمريكا، إلا أنها حالات لم تتم خلالها نقل العدوى من الحيوان إلى الإنسان، مبرزا أنه فرضا وإن لامس مريض لا تبدو عليه أعراض المرض صوف ووبر خروف، فإنه يسري عليه ما يسري على باقي الأسطح والمنتجات المختلفة التي يمكن أن يتناثر عليها لعاب أو رذاذ عطاس مريض ما، في لحظة من اللحظات، إلا أن الفيروس وبعد ساعات قليلة سينقضي أمره بعد أن تضعف قواه ويندثر، وهو ما يؤكد ضرورة تعقيم الأيادي وغسلها. وأكد الخبير في الصحة الحيوانية، أن الأسر عليها أن تحرص على توفير شرط النظافة والتعقيم، ونفس الأمر بالنسبة للجزار الذي سيتكلف بذبح الأضحية والذي قد يتردد على عدد من المنازل، إذ يجب أن يتخذ الاحتياطات الكاملة، وأن يعقّم أدوات الذبح ويحافظ على نظافة ملابسه، وألا يتم نفخ الذبيحة باستخدام الفم، بالمقابل على الأسر أن تترك الذبيحة في الظل لمدة لا تتجاوز 5 أو 6 ساعات، وأن يتم تقطيعها ووضعها مباشرة في المجمّد، وإذا كان سيتم القيام بذلك في الخارج، فيجب أخذ التدابير الوقائية، من شروط النظافة والتباعد، وهو ما يجب أن يحرص عليه كذلك أصحاب محلات الجزارة، بتعقيم الأدوات المستعملة والنقود المتبادلة وغيرها، للقضاء على الفيروس والحدّ من انتشار عدواه، في حالة ما إذا كان أحد المواطنين مصابا به في سياق من السياقات. ودعا الدكتور بدر الوزاني المغاربة إلى الاحتفال بعيد الأضحى وبطقوسه، وعدم حرمان الصغار والكبار على حدّ سواء منها، مع الحرص على اتباع الإجراءات الاحترازية، لأن كوفيد 19 سيواصل حضوره وهو ما يتطلب التعايش معه، باعتماد الحيطة والحذر، للتغلب عليه، من خلال إجراءات قد تبدو بسيطة لكنها بالغة الأهمية، والتي يجب التقيد بها في كل تفاصيل الحياة اليومية، في الإدارات العمومية والمؤسسات الخصوصية والمراكز التجارية ووسائل النقل والشارع العام وغيره، بالنظر إلى أنه لم يتم توفير أي دواء أو لقاح مضاد له لحد الساعة، لهذا لا يمكن حرمان الأسر التي باستطاعتها اقتناء أضحية العيد من هذا الطقس ومن هذه السُنّة التي يعتبر حضورها قويا في كل سنة.