أنا ، فقط ، صانع زجاج . أخلق من كل كتلة شبقة ما يناسبها من حيز، ومن فراغ . أخلق للروتين مراياه ، وإطاره . وللزمن الضائع ليله ، ونهاره . أنا – في الأصل – مجرد مهرب للرمال . و ها أنا – اليوم – ترجمان . يضيع مني كل شيء ، ولاسيما المعنى . يضيع تماما حين يتحول الضوء إلى امرأة . ثم يرقص – أمامي – بأقدامها . هو يفعل كل هذا ، بينما أنا أفشل في تحويل أغلى أنواع الزجاج إلى استعارات من لحم ، ودم . أفشل تماما . غير أنني سرعان ما أعثر على معنى كل شيء ، حين تتجسدن الأشياء كلها ، ولا سيما حين تشهق بين يدي : بجعة صغيرة ، أو ورقة ، أو حتى فنجان .