صدر حديثا عن دار منشورات المتوسط الإيطالية، كتاب جديدة بعنوان «أجراس الوباء – الأناركية الاصطناعية وإعادة تكوين العالم»، لمجموعة من المؤلفين، وذلك بالتعاون مع منصة الكتب العربية الإلكترونية : يقوم الكتاب بتطوير أسئلة وأفكار فرضها وضع إنساني كارثي، نجم عن انتشار وباء فتاك، تزامَن ظهوره مع انهيار القيم الكبرى في عالم اليوم، بخلق حوار فكري وأخلاقي عميق بين مثقفين يستطلعون ما ستؤول إليه هذه اللحظة الإنسانية. يضم هذا الكتاب، كما سيلاحظ القراء ، مجموعة من الأفكار كما يتضمن في قسمه الأخير دراسة للشاعر والأكاديمي الإيطالي إيمانويل بوتاتسى غريفوني، وهي الدراسة التي توسعت في قراءة الظاهرة والتشاكل معها، انطلاقا من جملة حفريات ومقارنات وقراءات إبستيمولوجية موازية، قصدت أن توسع من أفق الدلالة لما طابق أو نجم عن تصورات مسبقة لتاريخية فكرة الوباء. وفى استهلال الكتاب لفت الكاتب والشاعر السوري نوري الجراح إلى أن فكرة إصدار هذا الكتاب «تبلورت في خضم نقاش مركز مع عدد من الصديقات والأصدقاء الذين شارك بعضهم أولا فى كتابة مقالات لمجلة «الجديد» الثقافية اللندنية في إطار ملف، استقطب عددا من الكاتبات والكتاب ممن جرت دعوتهم لتدوين انطباعات وتأملات وأفكار حول موضوع العزل الصحي، تحت عنوان «ماذا تفعل فى البيت؟». كان ذلك مع بدايات انتشار الفيروس، ولم يكن الانتباه إلى حجم الفاجعة قد ولد بعد. وبينما كانت تلك الكتابات قيْد النشر في المجلة تحت عنوان "الكوكب الأسير- تأملات وأفكار ويوميات المعتزلين في البيت"، كان الوباء ينتشر بسرعة غير مسبوقة في كل ناحية من أنحاء الكوكب، ويحصد بمنْجله الأرواح. وقد بدأت معالم الفاجعة الكونية تظهر، وراح القلق ينمو في الوجوه والنظرات، قبل أن يختفي الجميع في البيوت، ولم نعد نظهر لبعضنا البعض إلا في صور تتحرك على شاشات الكومبيوتر وأجهزة الموبايل. ويضيف الجراح في تقديمه للكتاب الذي أشرف على إنجازه «ظروف الإقفال، والعزْل، والاضطراب في يوميات وبرامج ومواعيد الكاتبات والكتاب، التي رافقت التسارع في انتشار الوباء. جعل تمن الصعوبة بمكان التحضير لإنجاز الكتاب بالصورة التي تخيلته عليها منذ البداية. أي بمشاركة أوروبية واسعة. كاتبان تركي وإيطالي فقط تمكنا من تلبية الدعوة في الموعد المحدد لها، وهو ما حتم على الدفْع بالكتاب في صيغته الراهنة، ومواصلة العمل على نسخة ثانية لطبعة ثانية من الكتاب. لاسيما أن عددا من الكتاب الأوروبيين بدا متحمسا للفكرة، ولم تسعفْه ظروفه للمشاركة في هذه الطبعة». يطرح المثقفون المساهمون في هذا الكتاب أسئلة تحاول الانطلاق من أرضية فكرية مشتركة تتجاوز حاجز النقد المتقوقع على ذاته بغاية خلق حوار فكري أخلاقي عميق بين مثقفين من مختلف المشارب والجنسيات، يجمعون على انتقاد السياسات النيوليبرالية، وجشع الرأسمالية المتوحشة وسياسات الدول الشمولية في أسيا والشرق التي غلبت الهاجس الاقتصادي والربح على حساب إنسانية الإنسان. الكتاب الذي يقع في 288 صفحة من القطع المتوسط يتألف الكتاب من : استهلال بالاضافة الى مقالات لعدد من المثقفين نسوق بعضها في هذه الورقة: يقظة الضمير – نحو أممية فكرية أخلاقية -معالم من عاصر مابعد الديستوبيا الكورونية ( البيت، الكهف: نهاية خلاص الفرد وانتصار مناعة القطيع) -احتضار العولمة بين جائحتين -العالم على أبواب قطيعة تاريخية، اعتلال عالمي، لهم عولمتهم ولنا عولمتنا – سياق كارثي، سردية إنسانية بديلة – هل نطأ عقر الهاوية؟هزيمة القوة: صراع البرهان والعرفان – موت العولمة وانبعاث الفردية – نخب حائرة ومرتبكة: من يعيد بناء الثقة والأمل؟ – بؤس الفلسفة – إعادة تكوين العالم – هل هناك مستقبل للبشرية بعدد جائحو كورونا – الأناركية الاصطناعية: رؤية إيطالية – كورونا وثقافة المخيم الفلسطيني –حوار فكري: سفينة النخبة. يدعو الكتاب إلى ابتكار صيغ معاصرة لقيام تواصل فكري بكل مرجعياته واختلافاته، وذلك للخروج من وضعية العطب التي وضعت الإنسان المعاصر في حالة عطب لا يمكن أن تنتشله منها إلا حيوية النخب المثقفة التي عليها اليوم أن تستعيد دورها ومسؤولياتها تجاه مجتمعاتها. ساهم في إنجاز هذا الكتاب الجماعي كتاب ومثقفون من سوريا، فلسطين، تونس، العراق، مصر ، الجزائر ، المغرب تركيا ، إيطاليا وهم: نوري الجراح، أحمد برقاوي، أبو بكر العيادي، لطيفة الدليمي، إبراهيم الجبين، خلدون الشمعة، فخري صالح، نادية هناوي، محمد آيت ميهوب، مفيد نجم، نهلة راحيل، يوسف وقاص، محمد صابر عبيد، ممدوح فراج النابي، هيثم حسين، حميد زنار، المتوكل طه، فارس الذهبي، مخلص الصغير، حاتم الصكر، أزراج عمر، مصطفى الحداد، بلال سامبور، ايمانويل بوتاتسي غريفوني، عبد الرحمان بسيسو. وقد جاءت مساهمة الدكتور مصطفى الحداد أستاذ اللسانيات العامة بكلية للآداب بتطوان تحت عنوان: هل نلتقي وجها لوجه»، فيما جاءت مساهمة مخلص الصغير مدير دار الشعر بتطوان تحت عنوان» الجائحة والقربان: من نظرية المؤامرة إلى نظرية المقامرة».