ترجل الفارس وارتقى صهوة براق، تحفه بيارق مجد وتكسو هامته نياشين الوفاء ، بسمة ارتياح رافقته في كل تفاصيل شهقة الوداع ،تكسو ثنايا محياه زنابق بهاء ، وفي الرحاب وطن يسبح بصفاء مهجته وسمو كل مبتغاه ، تسمو العبارات في الشدو بمناقبه وجلال كل مناه، هنا وردة وجريدة وسنابل طافحة بالعطاء، هناك صد لجبروت الجور وكل تطاول على حق البسطاء، سبيله مفعم بسمات الورعين الزاهدين الواثقين، صدى خطوه تجاوز المدى وعفر الآفاق . من اجتباه وخصه بنبل الصفات ، من علمه الحديث النافذ وسبك الكلمات، كيف استوى في محراب الوطن إشراقة بألف شعاع ، كيف أجبلنا على أن نعبر المسافات نتأبط نشيدا ونطوع القصف بالكلمات. في قلب كل واحد تفاصيل ذكرى، ترصد دبيب بصماته وهو يرسم منعرجات مسار أفقنا القرمزي. ونحن على هدي استقامته نتعقب الزنابير حتى لا يجف رحيق الأقحوان ، حتى نعبر سيول الجفاء ويسمو سناء غدنا المعفر بزكي الألوان، على نبض صفاء بسمته سنواصل ضبط إيقاع المسافات ، تسيخ في مشيمتنا نحن الأنجال صولة الشهامة وبهاء العنفوان . هكذا يمتد حاضرا فقيد عزتنا على أديم كل الظلال، رفيقا كما كان في زمهرير الجمر وأزيز الرصاص، يلوح شامخا بين رجات موج البيارق، ونحن على ناصية الفقد الأليم ننتظر من يتلو فينا آيات العزاء، نشيدا يمتد في المدى نسائم تفوح بعبق عطاء، لا ترجه سطوة التسلط البلهاء ولا رجع صدى الغابر من الحكايات. سنمتد كعاصفة لولبية لا تبقي سخاما يخفي زلال القادم من بهي الأيام ، عيش كريم في كنف وطن حاضن لكل الأصوات النافرة والمستكينة لتعدد مستباح . سنواصل المسير على نهجك ما استطعنا إلى العزم سبيل