في حديث الثورة و الحب، يكون الكلام طريق حرائق، يشع القلب شرارة وجد دافق ، يخفق حد الهوس و الارتجاج، حيث لا تغفو عاشقة في انتظار عاشق على ناصية الوجدان، تحلم بمحراب الحرية كفضاء شاسع، لا سيوف جائرة تعلو و لا بيارق، حلم بسعة وطن يستفيق على وهج شقائق الحبور، و طن أحلى من عذب الكلام و رحيق الزنابق، فتعالوا نقتفي أثر الكواسر نمتطي عباب البحار، فقد آن أوان صد المهازل و هزم المشانق، هذا زمن رحيل خفافيش الظلام ، اليوم طل غدنا مع هبة النسيم في حدائق الزيتون وبراعم الياسمين، تعالوا ليكتمل المشهد و يسقط الصولجان، فوطن آخر ممكن على مرمى صرخة و صهيل حناجر، هي قصيدة في قصائد، نفس شعري ناظم يحيل على محيط ملتهب، ترانيم سبكت كعقد رست جواهره في تماسك و انسجام، يتأمل من خلالها الشاعر ما يعتمل في الوطن و يدعو بكل وثوق إلى القطع مع التردد و المواربة، يرى ما نرى جميعا ، سقوط الخوف كشلال دافق، لا يحد هديره سوط جلاد و لا وعود متربص دجال،الشارع وحده يتسع لكل صوت رافض أن يشارك في مهزلة الترميم و إعادة رتق المواجع، هي لحظة كما تجلت للفصل بين لغة المزارب و نشيد الشطآن، طلائع زمن مختلف تلوح في أفق وارف، فيدعونا أن لا نصالح أن لا نشارك في رسم المهازل ، أن لا نمد السواعد لمن نكلوا بصولتنا واسترخصوا دماءنا ثم داسوا أحلامنا ، واستباحوا جلال وطن تلك هي رسائل حسن مزهار الغير مشفرة ، في ثناياها كل تفاصيل المرحلة ، أثت بها رحاب ديوانه الأخير «هذا القادم» في تفاعل لحظي و مباشر مع ما عرفه الوطن من أحداث و ما أقدمت عليه الشعوب من صولة أرهبت الحكام، تعبير واضح عن انخراط فعلي وصادق، يكثف لحظة الفعل و يوقع شهادة حضور بصيغة أخرى تحقق التجلي و تمجد العطاء الدافق و ترفع من قدسية الشهادة، فالقادم هو الحلم الباسق بوطن شاسع لا تحده ملل و لا تشد بخناقه نحل، لا تستباح دماء أبريائه لأنهم اختلفوا أو اختاروا أو عن لهم أن يتميزوا، فالناس هم الناس حقوقهم متساوية وواجباتهم معلومة لأن الدين لله والوطن للجميع ، فليس العاشق الحالم كالمترنح من صهب الوجل و الإذلال، فتحية للصديق الشاعر بمناسبة إصداره الثالث باعتماد كلي على إمكانياته المادية المحدودة و المخصومة من مصروف عيشه فبراير 2013