صدر للشاعر المغربي حسن مزهار أول ديوان، أعلن فيه علينا نذيرا، بل عشقا وهياما في رفيقة دربه.في تقديمه لهذه الثمرة الأدبية، وصف إدريس الملياني قصائد مزهار ب"أناشيد الحب، وعناقيد غضب لوطنه ومدنه، بيضاء وحمراء، وعواصم أخرى، تشترك معها في الألم والحلم، تبدأ من شغاف قلب فلسطين، ولا تنتهي عند ضفاف الرافدين". الشعراء يهيمون في كل واد، لكن مزهار يهيم في بحر حب الزوجة، ولذلك أهداها هذا الديوان، وجعل قصيدتها عنوانه، الإهداء كما قال مزهار هو حب واعتراف وتقدير، ل"التي كلما أعياني جحود الناس والزمن، أنام فوق عتبة حبها، أشكو حزني، وضعف قوتي، وبعض ما اعترى القلب من وهن" ويعترف مزهار أن زوجته هي من علمه أن "الحب صفح وعفو وعنوان" لقصائد ضمخت قلب الشاعر، قبل أن تتجلى في هذا "النذير المعلن علينا". في ديوان حسن مزهار تحضر القضية الفلسطينية من خلال قصيدة "لك غزة الخلود"، فغزة عند الشاعر هي "جرحنا العربي الأخير" و"نبض شوارعنا الخرساء"، ويناجي هذا الجزء من الأرض العربية "يا دمعنا ويا دمنا ويا عزتنا ويا غصتنا"، وبلغة النقد والحنق ينادي غزة "يا صدرا مشرعا للخيانة العربية، للرصاص..في أسواق النخاسة باعوك بلا ثمن.." كما قصيدة غزة، يؤرخ الشاعر من خلال ديوانه لأحداث شغلت الرأي العام العربي والدولي، كما هو الشأن بالنسبة لقصيدة "أوان الرجم"، إذ فيها يستحضر حادثة الصحافي، الذي رجم بفردتي حذائه وجه الرئيس الأميركي، وفي مطلع هذه القصيدة يقول الشاعر "أبا طالب/ هل أتاك حديث الأحذية/ إذ تلقى في وجه الطاغية/ فإذا هي حيات ساعية.."، وينهل حسن مزهار في هذه القصيدة من أسلوب القرآن، عاكسا ثقافته الدينية، ونهله من التراث الإسلامي. صدر ديوان "أعلنت عليكم هذا النذير"، الذي زينته لوحة للتشكيلية نجاة خطيب، عن دار "النجاح الجديدة"، ويضم 24 قصيدة، افتتحت بقصيدة "الشاعر" وجاءت قصيدة "وداع" في آخر الديوان، كما لو أنه يودع قراءه، وليس الشعر، لأن حسن مزهار مصر على الكتابة ونظم القصيد، إذ سوف يلي هذا الديوان ثمرات أدبية أخرى، لأن الشاعر يعتبر أن الحفر في الصخر قدره، وأن "الشبق الآتي غايتي".