(64).. هذا هو الرقم الذي يشير الى الديوان الأول للشاعر يونس الحيول، والذي صدر ضمن سلسلة الكتاب الأول لمنشورات وزارة الثقافة وموسوم ب»الموت بكل خفة». يقع الديوان في 56 صفحة ويضم 14 نصا شعريا. من طبيعة الديوان الأول أن لا يشكل «نموذجا حيا» للاستقراء، بحكم أن الديوان ظل أسير دواليب انتظارات الطبع والنشر. كما أن الديوان الأول تحكمه دوافع خارج سياق تمثل تجربة شعرية بأسئلتها وأفق خالص لمضامين الكتابة. ينتمي الشاعر يونس الحيول الى «الجيل الجديد» من شعراء قصيدة النثر في المغرب، رغم أنه جرب أشكال الكتابة الشعرية في بداياته تفعيلة، ليستقر في النهاية على ضفاف قصيدة النثر. و»بأناقة» الشاعر، أو كما «يليق بجونتمان» ، ص. 5، لا تتكلف قصائد الديوان في إبراز خصائص وسمات عامة للكتابة الشعرية في «الموت بكل خفة». إذ تكشف القصائد على ألم مضاعف، جرح في الحياة وجرح في الكتابة. لكنه جرح يتشكل سلسا، لغة لا تتكلف وبنفس يمتح حكيا متواصلا ف (المرأة، الحانة، القصيدة...) أوجه لهذه الوصفة السحرية لل»موت بكل خفة». جل قصائد الديوان تأخذ طابعا واحدا، حتى على المستوى التركيبي، إذ لا تجرب قصائد الديوان صيغ كتابية، بقدر ما تصهر بوحها في هذه الذات المثخنة بجراحها و»الثملة» باليأس. لا تصحو إلا بانتهاء القصيدة. وإذا كانت موضوعة الألم والخسارات والخيبة والانكسارات، أمست مدخلا عاما للقصيدة المغربية الحديثة اليوم، وليس استثناء، إلا أن في قصائد ديوان «الموت بكل خفة» تأخذ مسارا مختلف الحضور، فالألم هو الشاعر والشاعر عراب الألم.