فوضوية الرجل تتسبّب في مشاكل أسرية لا حصر لها، فمن الصعب على أي سيدة أن تعيش وتستمتع بالحياة مع هكذا رجل، لأن هذه العيشة تحتاج إلى الكثير من الصبر والجهد من جانبها، لذلك تجد نفسها أمام أخيارين لا ثالث لهما إما أن ترضخ وتتغاضى عن هذه الفوضوية وتضحي بحبها في سبيل الترتيب أو أن تتمرد على هذه الحياة. الرجل الفوضوي في قاموس النساء هو من يلجأ إلى بعثرة ملابسه التي يخلعها ويرميها في كل مكان ولا يعيد الأشياء التي يستخدمها إلى مكانها الطبيعي، ناهيك عن فوضى العلاقات والتصرُّفات التي ترهق زوجته وتربكها إلى حد الجنون. فهو باختصار الرجل الذي يعيش حياة عامة مبعثرة. أم محمود، سيدة في الأربعينيات من عمرها، ترى زوجها الفوضوي من منظار ضيق بعد أن ضاقت الدنيا بحيلها الواسعة في إقناعه بقليل من الترتيب والتنظيم، وتؤكد أنها سئِمت من سلوكه وعدم احترامه النظام في حياته، فهي لم تجد أمامها سوى الاستسلام، الذي ارتسم على محياها في شكل علامات تعجب، كانت كفيلة بالتعبير عن واقعها الذي تصفه ب«المرير»، لافتة إلى أنها عندما ارتبطت بزوجها منذ 15 عاما لم تكُن تحسب حسابا لمسألة الفوضى وصُدمت برجل مُهمل إلى حد المرض أُصيبت بسببه بداء الترتيب، فهو ما إن يدخل البيت حتى تعمه الفوضى ثيابه في كل مكان وأوراقه الرسمية وشيكاته ونقوده. وتقول مروة علي عن زوجها: إنه فوضوي غير مُنظم وعشوائي وتؤكد بأنها تشعر بثقل كبير على كاهلها، حتى أنها تمرّنت على التعايُش معه وفشلت، كما أشارت إلى أنها منظمة جدا وترتّب أوراقها على مكتبها، بينما زوجها عكسها تماما وأوضحت قائلة: يجب أن تروا مكتبه لتفهموا ما أقول، فحماتي حاولت إقناعي قبل الزواج أن ابنها فوضوي ولكنني لم أحمل ذلك على محمل الجد في حينها فكرتُ في أنني مادمتُ أحب هذا الرجل فسأحتمل عيوبه. وتقول أيضا: في أحيان كثيرة لا أحتمل الفوضى التي يعيش فيها، فهو إضافة إلى ما يحدثه من خراب في البيت، بدءا من ملابسه إلى أدواته الشخصية، التي أجدها أحيانا في المطبخ وفي البرّاد، إلى سيارته التي لا أجد مكانا داخلها لأجلس فيه، يقوم بأمور أخرى غريبة، لا يمكن لشخص عاقل أن يفكر فيها. سهام حسن (طبيبة) وهي امرأة عاشت تجربة الزوج الفوضوي قبل أن تنفصل عنه، إلا أنها تقول: إن الفوضى لم تكن سبب طلاقي، فزوجي لم يكن غير منظم في البيت، ولكنه كان فوضويا بامتياز في أمور الحياة بشكل عام. احترام الرجل للأخريات ينبع من احترامه لزوجته، فعليه أيضا أن يتفهم أنها شريك له في بيته وتتطلب هذه الشراكة الكثير من التفهم وتحمل المسؤولية وتروي الدكتورة سهام قصتها: لا يمكن للمرأة أن تفعل شيئا إذا كان زوجها يعيش في فوضى، فمن لديه طبع مُعيّن، من رابع المستحيلات أن يغيّره، وتبتسم وتمضي في كلامها مُمازحة: لن أفيد الأخريات إذا قدّمت لهن النصيحة، لأنني فشلت في تقديمها إلى نفسي، ربما تجربتي تملي عليَّ الإشارة عليهن بالقيام بموضوع التنظيم لأمورهن، ولأمور أزواجهن في الوقت عينه، وحده الله يعلم ما إذا كان هذا الأسلوب سيجدي نفعا ويريحهن أم لا؟ لا يحسب سليمان علي، تاجر متزوج منذ 15 عاما ولديه 5 أولاد، نفسه فوضويا، على الرغم من اعترافه قائلا: لا أساعد زوجتي في ترتيب المنزل، كما أنني لا أُرتّب مُتعلقاتي الشخصية، بل هي التي تقوم بذلك ويضيف إذا ما تجرأت على ضم اسمي إلى لائحة من يحترمون التنظيم والترتيب، فذلك لأن زوجتي تؤكد هذا الموضوع، وكثيرا ما تصرّح به أمام من نعرفهم، إذ تردد: الحمد لله زوجي لا يحب الفوضى. فالفوضى في البيت أو في العمل أو في المجتمع بشكل عام، هي بالنسبة إلى سليمان حالة من الاختلال في النظام السلوكي الأشمل، الذي يتميّز به الإنسان عن غيره من الكائنات، وانطلاقا من هذا الاعتبار، يقول: أعمل على أن أكون مُنظما على الدوام وأجاهد لأكون مثالا وقُدوة لأولادي، فيرثون حبي للترتيب، ما ييسر حياتهم وينظمها لاحقا. ويطرح محمد فهمي، مدرب إتيكيت وبروتوكول، مجموعة من الأفكار تساعد الرجل على احترام آداب السلوك، خاصة مع زوجته، ومنها: أن يتخلى عن التناقض في شخصيته أي أن يكون في العمل راق أمام زملائه بينما في البيت فوضوي ومهمل.. كذلك احترام الرجل للأخريات ينبع من احترامه لزوجته، فعليه أيضا أن يتفهم أنها شريك له في بيته وتتطلب هذه الشراكة الكثير من التفهم وتحمل المسؤولية وأن يقتنع تماما أنهما يتحملان مسؤولية الأسرة وتماسكها أمام المشاكل والظروف التي تمر بها وأن عليه تقديم بعض التنازلات والتفهم إرضاء لشريكته وصولا لصيغ ترضي الأطراف التي تعيش تحت سقف واحد.