يحل الشهر الفضيل هذه السنة في ظل ظرفية استثنائية يطبعها تفشي جائحة فيروس كورونا وما أملاه من فرض إجراءات الحجر الصحي. تجيب خبيرة التغذية أسماء ازريول عن ثلاثة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء. وهي حول الممارسات الغذائية السليمة لتحقيق فوائد الصوم، ومدى تأثيره على جهاز المناعة في مواجهة الفيروس، والممارسات المفيدة الأخرى التي ينصح بها الصائم خلال هذا الشهر. ما هي النصائح الغذائية التي تقدمونها للصائمين في ظل الحجر الصحي لتحقيق فوائد الصوم على الجسم ؟ هذه السنة يصادف حلول شهر رمضان تفشي وباء كورونا الذي فرض على الناس المكوث في منازلهم في إطار الالتزام بإجراءات الحجر الصحي الرامية إلى الحد من اتساع نطاق انتشار الفيروس. وهذا الوباء يستلزم اتباع نمط غذائي سليم ومتوازن لتقوية المناعة عموما لدى الأصحاء الذين لا يعانون من أية أمراض مزمنة. أما الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة -مثل السكري- فيتوجب عليهم استشارة الطبيب مسبقا للتأكد مما إذا في استطاعتهم الصوم أم لا. ولكي تكون للصيام فائدة مؤكدة للجسم، ينبغي أن يكون مقرونا بتغذية سليمة وصحية ومتوازنة، وإلا لن يكون للصيام مفعول جيد. فلن تتحقق الفائدة المرجوة من الصوم إذا تناول المرء مقليات أو حلويات أو الشاي والقهوة في وقت الإفطار. وفي المقابل، من المهم جدا الإكثار من شرب الماء بكميات كافية، وتفادي شرب العصائر لأنها مركزة السكر وبالتالي فهي تساهم في اجتفاف الجسم. كما أن من المهم تناول الخضر والفواكه الطرية، ومشتقات الحليب دون سكر أو ملح. هل من تأثير للصوم في حد ذاته على الجهاز المناعي في مواجهة وباء كورونا؟ لا شك أن للصيام تأثيرا مفيدا على الجسم بصفة عامة إذا اتبع الصائم نظاما غذائيا سليما ومتوازنا، ولكن لا نعرف بعد تأثيره في التصدي لفيروس كورونا المستجد على وجه التحديد، سواء لدى المصابين بالفيروس أو في إطار تدابير الوقاية منه، في غياب دراسات تؤكد أو تنفي هذا الأمر، باعتبار أن هذه أول سنة يصادف فيها الشهر الفضيل انتشار وباء من هذا القبيل. ونتطلع إلى إنجاز دراسات في هذا الصدد تؤكد أو تنفي أثر الصيام في الحد من تفشي الوباء.
إلى جانب التغذية السليمة، ما هي العادات والممارسات التي ينصح بها الصائم خلال هذا الشهر الفضيل؟ هناك ممارسات مهمة يتعين على الصائم أن يلتزم بها لكي يكون للصيام مفعول جيد على الجسم ومناعته، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر النوم الكافي والمبكر، والحرص على تناول وجبة السحور، والاعتدال وعدم الإفراط في الأكل. وفضلا عن ذلك، من اللازم تجنب أسباب التوتر والقلق لأنهما يؤثران بشكل كبير على المناعة ويسببان اضطرابا في الشهية.