يحل شهر رمضان المعظم هذا العام في ظروف أقل ما توصف به القلق والتوتر والخوف من جائحة كورونا التي غيرت ولا تزال تغير العالم من حولنا. وكما طرأ التغيير على الكثير من أنماط حياتنا، لا شك أن كوفيد-19 قد ألقى بظلاله على عبادة الصيام، التي يتنظرها المسلمون عاما وراء عام. ومع ظهور دعوات بالانقطاع عن الصيام هذا العام لما تسببه هذه العبادة من نقص في سوائل الجسم، ووهن عام، وما يمكن أن ينجم عن ذلك من "ضعف للمناعة"، وبالتالي تعرض الصائم لخطر الإصابة بالفيروس، وفقا لأصحاب تلك الدعوات، وصف شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، هذه الدعوات ب "الشاذة"، وأشار إلى أن متخصصي الطب ومنظمة الصحة العالمية، التي عقدت اجتماعا خاصا للتحقق من ذلك، أكدوا جميعا على عدم وجود أي صلة بين الإصابة بمرض كورونا وصوم الشهر الفضيل. حول هذا الموضوع، وفي حديث خاص ل RT، صرح الدكتور أحمد أبو الفضل، أستاذ امراض الجهاز الهضمي والكبد بكليه الطب، جامعة المنيا، وعضو الاتحاد العالمى الكبد، بأن فوائد الصيام كثيرة، سواء للصحة العامة أو للجهاز الهضمي تحديدا. حيث أكّدت الدراسات والأبحاث العلمية على أن الصيام يخفض من مستوى الكوليسترول في الدم، ويؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم، وتنظيم ضغط الدم، ويرفع من حساسية الإنسولين في الدم، بل ويقلل من معامل نمو الإنسولين IGF، وهو ما يساعد على الحماية من السرطان. كذلك يرفع الصيام من مستوى كريات الدم البيضاء، المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ومكافحة العدوى والأمراض المختلفة، حيث تؤثر على الطريقة التي يظهر فيها جهاز المناعة رد فعله تجاه الأمراض، وقدرة جهاز المناعة الفعلية على مكافحة العدوى. لكن الدكتور أبو الفضل أوصى للحفاظ على مناعة عالية بالتقليل من تناول السكريات والدهون والحرص على تناول غذاء متوازن كل يوم، يحتوي على الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية والبروتين ومضادات الأكسدة، التي يحتاجها الإنسان لتقوية جهازه المناعي، والحد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية. بدوره نصح الدكتور ياسر فرح الأخصائي بالتغذية والصحة العامة باستغلال الوقت المسموح فيه بتناول الطعام ( من الإفطار وحتى الإمساك ) في اتباع نظام غذائي خاص متعدد الوجبات "الخفيفة" وترك مدة لا تقل عن ساعتين مع الاعتماد على تنويع المصادر من فيتامينات وخاصة فيتامين C الموجود في الحمضيات والخضار الملونة كالفليفلة والأغذية الغنية بالزنك لدوره في عملية الأيض ومحافظته على الجهاز المناعي وترميم الخلايا، وهو موجود في اللحوم الحمراء وبعض البقوليات ومنتجات الألبان بنسبة أقل. كما شدد فرح على ضرورة شرب كميات من السوائل والمياه المعدنية بأوقات متقاربة ولكن ليس بعد تناول الطعام أو معه. وكانت توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن الصوم هذا العام، بالتزامن مع جائحة كورونا، قد أكدت على أهمية التغذية الصحية والسليمة خلال فترة الصيام، وشرب كميات كافية من الماء بين فترة الإفطار والسحور، وتناول الأغذية الطازجة وغير المعالجة. وفيما يتعلق بالمدخنين، شددت المنظمة على ضرورة الامتناع عن تعاطي التبغ في كل الظروف، وبخاصة في شهر رمضان، وفي ظل انتشار جائحة كورونا، لا سيما أن تلامس الأصابع والفم بالسجائر والشيشة، خاصة عند التشارك مع أكثر من شخص، يسهل من انتقال العدوى.