يظهر من الإحصائيات الأخيرة حول الانتشار العالمي لجائحة كورونا أن عدد الإصابات بلغ 3,3 مليون حالة، وستصل 6 ملايين مع مطلع 7يونيو القادم. عدد الوفيات ناهز اليوم 233 ألف حالة وعدد حالات التعافي بلغ المليون أي ما يناهز ثلث الإصابات. وتيرة الزيادة اليومية العالمية للإصابات الجديدة بلغ 2,7% وهو يسير في منحى تنازلي. أما الوفيات فبلغت نسبتها 7% وهي الأعلى لحدود اليوم. بالمقابل تتجه وتيرة الزيادة اليومية للوفيات التي بلغت اليوم 2,5% في مسار تنازلي. الولاياتالمتحدة تستحوذ اليوم على ثلث الإصابات العالمية. عدد الوفيات بها بلغ 30 ألف وفاة، رغم أنها أجرت لحدود اليوم أعلى عدد من الاختبارات الذي ناهز 6,3 مليون اختبار . دول الغرب التي تعتبر قاطرة الاقتصاد العالمي سواء من حيث إنتاج الثروة او المبادلات التجارية العالمية أصبح اليوم اكبر بؤرة لفيروس كورونا بعد أن كانت الصين هي البؤرة الأولى . عدد الإصابات في هذه الدول ناهز 2,3 مليون إصابة اي 69% من مجموع الإصابات العالمية، وعدد الوفيات عنده بلغت 195 ألف وفاة، أي نسبة 84%. هذه الأرقام تظهر أن هذا الوباء أصبح وباء الغرب بامتياز أكثر من أي تجمع ديموغرافي واقتصادي أخر في العالم. فرغم ما تتوفر عليه هذه الدول من بنيات صحية متقدمة ومن مختبرات ومراكز أبحاث جد متطورة إلا أن هذا الفيروس شكل لغزًا لعلماء الغرب لحدود اليوم. النقاش الحاد الذي يجري اليوم في هذه الدول يرتبط باستمرار تطبيق الحجر الصحي أو المرور إلى حلول أخرى من قبيل الرفع التدريجي لهذا الحجر. الذي يتأكد يوما بعد يوم أن كلفته الاقتصادية ترتفع وان الدول الغنية لم يعد باستطاعتها الاستمرار في تغطية الخسائر الكبيرة جدا التي يتكبدها القطاع الخاص او دعم الأسر التي فقدت أعمالها بالملايين وهو الوضع الذي يمكن ان يتحول لكوارث اجتماعية وسياسية قد تعصف ببعض حكوماتها. فطبيعة الفيروس الذي لاتزال أسراره تتحكم فيها الصين، يجعل من الحجر الصحي فقط هروب من المواجهة الحتمية مع الفيروس على أرض الواقع وربح للوقت بكلفة مرتفعة دون الوصول للحل النهائي. هذا ما أصبح اليوم مؤكدا. لذا أصبح البحث عن حلول وسطية تخفف من كلفة الحجر أمرا حتميا. فجميع الدول الغربية تحاول ابتداء من وسط ماي الرفع التدريجي من الحجر الصحي مع تطبيق عدد من الإجراءات التي سوف تسمح للإنسان بالتعايش مع كورونا على ارض الواقع بانتظار أن يصل اللقاح. وهو اللقاح الذي باستطاعته أن يرجعنا لوضع ماقبل مجيء هذا الوباء.