المعرض الوطني للنشر والكتاب، جرعة الأكسجين التي يتلقاها سنويا جسم الثقافة الوطنية العليل كي يدخل بعدها في ما يشبه السبات. حالة تستمر منذ ما ينيف عن عشرين عاما لا يتخلله بين الحين والآخر سوى مبادرات خجولة أو مشاريع ثقافية كبرى يطلقها ملك البلاد على أمل أن تؤتي أكلها في الأمدين المتوسط والبعيد. ونقصد هنا برنامج المتاحف والمسارح الكبرى والمكتبة الوطنية، أما ما دون هذا فإن المسؤول الأول عن الحالة الثقافية -المثقف- فإنه غائب حتى إشعار آخر ويلقي باللائمة على من سواه من وزارات وإدارات و...و,,,, على كل من لا يؤدي له مقابل الخدمة . وهذا كلام آخر. مناسبة هذا القول ، تحضير الجمعية البيضاوية للكتبيين لانعقاد الدورة الثامنة للمعرض الوطني للكتاب المستعمل أو القديم أو غيره، هذه إشكالية أخرى،الذي يرسخ بدوره كموعد ثقافي سنوي يقام في قلب الدارالبيضاء الشعبية وتمكن من تحقيق تراكم نوعي وكيفي مشهود له به وطنيا وحتى في الخار. تلكم التظاهرة التي بدأت من لا شيء تقريبا وبتضامنات مشكورة لكتبيي المدينة ومثقفيها ومبدعيها،ثم استطاعت أن تفتح مؤسسات رسمية وأكاديمية بالانخراط في مسارها سواء ماديا أو أدبيا أو معنويا كما أنه وإلى جانبها وباستلهام منها صرفا نشاهد معارض جهوية على امتداد خريطة الوطن تساهم في النهوض بالقراءة وشحذ همم الناشئة على التعلم والمعرفة والإبداع. وليس هذا من باب الإشهار أو استجداء التعاطف ولكن من باب الغيرة على شبابنا ووطننا وثقافته، ذلك أننا نؤمن بتطوير اقتصادنا وتحقيق المناعة والإشعاع لبلدنا حيث أنه لن يأتي في غياب سياسة ثقافية قوية يمكن معها للفاعلين الاستراجيين،سواء في الاقتصاد أو في الدبلوماسية أو في الثقافة نفسها،من أن يكون لهم عمق ثقافي يتماشى والتميز الذي لبلادنا على المستوى الإقليمي والدولي. ولا بد من الإشادة بالدور الذي يلعبه الطاقم الوزاري الحالي المشرف على قطاع الثقافة في دعم مثل هذه التظاهرات والذي أعطى المعرض الدولي للكتاب دفعة معنوية ومادية،لولاها لما كتب له الاستمرار .وهي البادرة التي نرجو أن تستمر وتشمل كافة التظاهرات المماثلة.ففي ذلك سيحصل لا محالة تغيير في تعاطي المواطن مع الشأن الثقافي، خصوصا وأن العالم من حولنا يمضي قدما في ترسيخ مجتمع العلم والمعرفة وأن المغرب من البلدان الملقى على عاتقها دور مزدوج:تنمية قدراته أولا و تحفيز عدد من الدول الأخرى في المنطقة المغاربية. فموعدنا إذن مع الدورة الثامنة للمعرض الوطني للكتاب ابتداء من 10 أبريل 2015 والدعوة موجهة إلى عموم القراء و جميع المثقفين ومناضلي المعرفة من أجل المساهمة في تطويره وإغنائه بأفكارهم ومشاريعهم.