في مثل هذه الظرفية العصيبة التي تمر منها بلادنا بسبب الجائحة الوبائية لفيروس « كوفيد 19 «، يتضح الدور الهام والأساسي للصناعة الدوائية الوطنية، بالنظر إلى أن الدول أوقفت عملية التصدير كالصين وأوربا والهند، في حين تواصل مؤسسات صناعة الدواء المغربية عملها بكل الجهود التي وفرتها لتأمين ولوج المواطنين المغاربة للدواء، سواء بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة أو غيرهم، مما جعل السوق الدوائية لا تعرف أي خصاص أو انقطاع في الأدوية المصنّعة في المغرب، من مضادات حيوية ومضادات للالتهاب، وغيرها، سواء تلك التي تستعمل اليوم في البروتوكول العلاجي للمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد أو غيرهم. لقد دفعتنا الجائحة منذ بدايتها إلى اقتناء المواد الأولية من أوربا بعد الذي وقع في الصين، ثم الهند وكذا أمريكا الجنوبية، وإن ارتفعت كلفتها المادية، لأن الهاجس الأساسي الذي يشغلنا هو توفير الدواء للمواطنين والمواطنات، وهو ما جعلنا نرفع مخزوننا من المواد الأولية وفتحنا كل القنوات التي مكنتنا من ذلك حتى يطمئن المواطن المغربي ويحس بأنه مؤمّن من حيث الدواء، وأنا أصرح من منبركم وأؤكد، أن شركات الصناعة الدوائية المغربية، التي لها دور أساسي ومحوري على الدوام، ويبرز بشكل أكبر في مثل هذه المراحل وخلال الوبائيات، هذه المقاولات المواطنة التي يجب دعمها ومنحها الأولوية وحمايتها، حريصة على الأمن الدوائي لكل المغاربة، ولا تدخر جهدا في تصنيعه وتوفيره لهم. لقد اتخذنا مجموعة من التدابير الوقائية منذ 16 مارس الفارط، وقلّصنا العاملين معنا إلى النصف، وتركنا النصف الآخر يشتغل عن بعد، والنصف المتبقي تم تقسيمه إلى مجموعات، كخطوة احترازية، لكي لا تتوقف الصناعة الدوائية ويتواصل تصنيع الدواء للمواطنين، إلى جانب الإجراءات الأخرى مثل أخذ الحرارة، وتنظيم مناوبات، بتوزيع زمني مختلف، ومنح العاملين 3 كمامات جراحية لكل واحد منهم يوميا، وتعقيم كل الفضاءات كل يومين بشكل كامل، والترخيص للمرضى بالتغيب دون أي اقتطاع واستمرار أداء الأجور، وغيرها من وسائل الحماية والتدابير المصاحبة لها، لتحقيق هدف واحد، هو توفير الدواء، وهو ما نحرص عليه بكل قوة، انطلاقا من مواطنتنا وغيرتنا على وطننا وعلى مواطنينا. (*) مريم لحلو الفيلالي، مديرة مختبرات «فارما 5» استقاها: وحيد مبارك