يخضع الدواء الجنيس، حاليا، لسلسلة إجراءات التثبت من النجاعة والفعالية، من خلال التحاليل الخاصة بالتأكد من خضوعه للمعايير والمواصفات العلمية المطلوبة، بعد حيازة المختبر المغربي "فارما 5"، على رخصة صناعة الدواء الجنيس المذكور، حسب ما أكدته مصادر "المغربية". وأوضحت المصادر ذاتها أن صناعة الدواء الجنيس المذكور "أثارت شهية شركات صيدلانية مغربية أخرى، إذ تقدمت 3 منها لوضع ملفات طلب تصنيعها للدواء الجنيس لدى مديرية الأدوية والصيدلة لدى وزارة الصحة". ويتعلق الأمر بدواء، يتميز بنجاعته العلاجية، التي تتراوح بين 95 في المائة إلى 100 في المائة من الشفاء من فيروس التهاب الكبد الفيروسي "سي"، لمدة علاج لا تزيد عن 3 أشهر، وبمضاعفات أقل. وتبعا لذلك، "يصعب التأكد من وصول هذا الدواء إلى الصيدليات، خلال نونبر المقبل، كما يترقب عدد من المتتبعين للموضوع، لما تتطلبه الإجراءات من دخول الدواء الجنيس لمرحلة تحديد الثمن، بعد الانتهاء من مختلف التحاليل العلمية المطلوبة"، تضيف المصادر. ويترقب المتتبعون أن تحدد كلفة الدواء الجنيس في 9 آلاف درهم عن مدة علاج لا تتعدى 3 أشهر، مقارنة بالدواء المعتمد حاليا، الذي تصل كلفته إلى حوالي 12 ألف درهم عن الشهر، لمدة علاج، تتراوح بين 6 أشهر و12 شهرا حسب الحالات. وترى المصادر أن زيادة عدد الطلبات على إنتاج هذا الدواء الجنيس ستساهم في انخفاض سعر الدواء في الصيدليات، بفعل ما سيصاحب ذلك من منافسة بين شركات الصناعة الدوائية، وبالتالي سيسهل الولوج اليسير لهذا العلاج والرفع من جودة التكفل بالمرضى المغاربة وتمكينهم من علاج يضمن الفعالية بسعر منخفض. وذكرت المصادر أن المغرب يخوض تجربة مهمة في مجال توفير علاج جنيس لالتهاب الكبد "س"، "بالنظر إلى تمكنه من اللجوء إلى الإعمال القانوني لما يعرف ب"الإجازة الإجبارية"، التي تتيح لأي بلد تصنيع دواء جنيس لدواء أصلي رغم عدم بلوغه مرحلة انتهاء ملكيته الصناعية، تغليبا لمصلحة المرضى للولوج إلى العلاجات الطبية". ونعتت المصادر هذه التجربة بأنها تعكس "قدرة المغرب على مقاومة الخضوع للوبيات القوية للصناعة الدوائية، واللجوء إلى صناعة دواء جنيس لفيروس توسعت رقعة انتشار العدوى به، موازاة مع فقدان إمكانات الشفاء منه بسبب غلاء كلفته، في الوقت الذي تعجز الأبحاث العلمية عن توفير لقاح مضاد لالتهاب الكبد الفيروسي "س"، عكس توفر لقاح مضاد للالتهاب الكبد نوع "ب". وتأتي المبادرة في إطار مخطط لوزارة الصحة لمحاربة التهاب الكبد الفيروسي "س" من المغرب بحلول سنة 2020، وجعل الدواء الجنيس المكافح للفيروس، ضمن الأدوية المضمون استرجاع مصاريفها، في إطار التغطية الصحية الأساسية عن المرض. يشار إلى أن التهاب الكبد الفيروسي، بنوعيه "باء" و"س"، يصيب حوالي 3 ملايين مغربي، إذ تقدر جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي إصابة 650 ألف مغربي بنوع "ب"، وأزيد من 300 ألف شخص بنوع "س". يشار إلى أن مرض التهاب الكبد الفيروسي يعتبر من الأمراض الخطيرة والصامتة، لأن الإصابة تعادل 10 مرات الإصابة بفيروس السيدا، ويبلغ عدد الوفيات مليونا ونصف مليون حالة، نتيجة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي "أ" و"ب".