يندرج ضمن هذه الأدوية دواء خاص بمكافحة التهاب الكبد الفيروسي نوع "س"، الذي يصنف ضمن الأدوية عالية الكلفة المالية، إذ تخطط الوزارة ليندرج ضمن الأدوية مضمون استرجاع مصاريفها، في إطار التغطية الصحية الأساسية عن المرض، حسب ما أكدته مصادر طبية ل"المغربية". وقال إدريس جميل، رئيس جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي، في تصريح ل"المغربية"، إن الأمر يتعلق بدواء يندرج ضمن الأدوية من الجيل الجديد، يتميز بنجاعته العلاجية، التي تتراوح ين 95 في المائة إلى 100 في المائة من الشفاء من فيروس التهاب الكبد الفيروسي "سي". وأوضح جميل أن البروتوكول العلاجي عبارة عن أقراص وليس حقن، مثل السابق، ويتطلب فترة علاج محددة في 3 أشهر، وفي أقصى الحالات يحتاج المريض إلى فترة علاج تصل إلى 6 أشهر، بكلفة مالية تصل إلى 50 مليون سنتيم بالنسبة إلى فترة علاجية لثلاثة أشهر. وأكد أنه لم يحصل بعد التوصل إلى قرار نهائي بخصوص رخصة تصنيع هذا الدواء في المغرب، في انتظار الحصول على إذن من الشركة الأم العالمية. وذكر الاختصاصي ذاته في علاج وجراحة أمراض الجهاز الهضمي وأمراض الكبد، أنه، إلى حدود الآن، لا يتوفر المغرب على هذه النوعية من الأدوية، وبالتالي فإن المشاورات حولها تستمر، مبينا أن دخولها إلى المغرب سيحدث نقلة نوعية في علاج مرضى التهابات الكبد الفيروسي نوع "س". يشار إلى أن التهاب الكبد الفيروسي، بنوعيه "باء" و"س"، يصيب حوالي 3 ملايين مغربي، إذ تقدر جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي إصابة 650 ألف مغربي بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع "ب"، وأزيد من 300 ألف شخص بالمرض من نوع "س". ودعت الجمعية إلى للتفكير، إلى جانب السلطات العمومية، حول الوسائل والمنهجيات لإسعاف المرضى، إلى جانب رصد تأثيرات المرض، وضرورة تعزيز التوعية والتحسيس بأهمية احترام قواعد الوقاية والاحتياط من الإصابة بالداء، ورفع الوعي بأهمية التشخيص المبكر للمرض. مرض التهاب الكبد الفيروسي يعتبر من الأمراض الخطيرة والصامتة، لأن الإصابة تعادل 10 مرات الإصابة بفيروس السيدا. ويبلغ عدد الوفيات مليونا ونصف حالة نتيجة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي "أ" و"ب". ويندرج ضمن مسببات انتقال العدوى حدوث اتصال بين دم شخص مصاب وآخر سليم، كما هو الأمر في حالات استعمال شفرة الحلاقة، أو فرشة أسنان يستعملها شخص مصاب، أو عند استعمال الأدوات الحادة، مثل الإبر، أو حبر ملوث بالفيروس، أو عند حدوث اتصال مع دم مصاب في إطار طبي. وتشكل العلاقات الجنسية غير المحمية مع شخص مصاب سببا مباشرا للعدوى، كما يمكن انتقاله من الأم حاملة لفيروس التهاب الكبد "س" إلى الجنين. من أبرز أعراض الإصابة ظهور اصفرار الجلد والعين، وتحول البول إلى اللون الداكن، مثل لون الشاي، وتحول البراز إلى اللون الفاتح. ومن أعراضه الأولية فقدان الشهية، والإحساس بضعف عام وعياء، وغثيان وقيء وحمى، وصداع أو ألم في المفاصل، وظهور طفح جلدي أو حكة، أو الشعور بألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن، مع عدم تحمل الطعام الدسم والسجائر. ومكنت الأبحاث العلمية من توفير لقاح مضاد للالتهاب الكبد نوع "ب"، مع عدم توفر لقاح مضاد لالتهاب الكبد الفيروسي "س".