يرتقب الأطباء المعالجون لالتهابات الكبد الفيروسية توصل سوق الأدوية المغربية بأحدث العلاجات المبتكرة في مكافحة التهاب الكبد الفيروسي من نوع "س"، بحلول نهاية السنة الجارية، موازاة مع برمجة تسويق هذه الأدوية في فرنسا وأميركا بحلول شهر غشت المقبل. وقال إدريس جميل، رئيس جمعية إغاثة مرضى التهابات الكبد الفيروسية، في تصريح ل"المغربية"، إن العلاجات الجديدة تعتبر علاجا ثلاثيا من الجيل الثالث، مخصص للمرضى، الذين لم يتجاوبوا مع العلاجات المتوفرة حاليا، أو الذين عاودتهم الإصابة بالفيروس، بعد فترة من الخضوع للعلاجات الأولى، حسب ما تكشف عنه التحاليل البيولوجية، التي يخضعون لها. وأوضح جميل أن العلاجات الثلاثية عبارة عن مضادات فيروسية، تضمن الشفاء من المرض بنسبة تصل إلى 85 في المائة، وتوجد على شكل حقن مصحوبة بعقاقير طبية، تمنح لفترة علاجية قد تصل إلى سنة، حسب درجة الإصابة. وأشار إلى الكلفة المالية المرتفعة للعلاج الثلاثي، إذ تصل إلى 16 مليون سنتيم بالنسبة إلى العلاج البروتوكولي الواحد، دون احتساب كلفة التحاليل البيولوجية، بينما تصل كلفة العلاج الحالي إلى 12 مليون سنتيم في السنة. وأضاف جميل أنه، مع وصول الدواء إلى السوق المغربية، ستجري جمعية إغاثة مرضى التهابات الكبد الفيروسية مختلف الإجراءات الضرورية لمطالبة مؤسسات تدبير التغطية الصحية بإدراج الدواء ضمن لائحة الأدوية المعوض عنها. وفي هذا الإطار، أوضحت مصادر من مؤسسة الضمان الاجتماعي، ل"المغربية"، أن الأطباء مطالبون بإطلاع مؤسسات تدبير التغطية الحصية على جميع المعلومات حول الدواء الجديد، وتفصيلها في ملف تقني وطبي، يرفع إلى المصالح المختصة بذلك لأجل الدراسة. وأكدت المصادر إمكانية إدراج الدواء ضمن لائحة الأدوية المسترجعة مصاريفها، شريطة توفره على المعايير المعمول بها دوليا بخصوص هذا الموضوع. ويأتي الحديث حول هذا الموضوع موازاة مع تخليد أطباء ومرضى التهابات الكبد الفيروسية في المغرب، اليوم الخميس، لليوم العالمي للداء، للتذكير بمعاناتهم، والتشديد على المطالبة برعايتهم وتسهيل ولوجهم إلى العلاجات. يشار إلى أن أزيد من 3 ملايين مغربي مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع "ب" و"س"، إذ يوجد المغرب ضمن المناطق الموبوءة على الصعيد العالمي. ويترقب الاختصاصيون أن يكون التهاب الكبد الفيروسي من فئة "س" السبب الأول للإصابة بسرطان الكبد، في غضون العشرين سنة المقبلة، والسبب المباشر في 44 ألف حالة وفاة، منها 8 آلاف و800 مرتبطة بسرطان الكبد، و35 ألفا مرتبطة بتشمع الكبد.