أعلنت "جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي" أنه أصبح في إمكان المصابين بداء التهاب الكبد الفيروسي من نوع "س" طلب الاستفادة من برنامج علاجي، بشكل مجاني، شريطة الادلاء بما يثبت عدم استفادتهم من أي تغطية صحية أو أي تأمين خاص عن المرض، لدى مقرها الرئيسي في المركب الاجتماعي عمر بن الخطاب، بمدينة الدارالبيضاء. ويأتي هذا الإعلان، عقب التوقيع على اتفاقية، أبرمتها جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي، أول أمس الخميس، في مقرها المركب، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مع مختبرات روش، في إطار "برنامج الولوج إلى تشخيص وعلاج داء التهاب الكبد الفيروسي". وتتخوف رئاسة الجمعية من أن تفوق طلبات الاستفادة من العلاج المجاني الميزانية المرصودة للعملية، بالنظر إلى التكلفة المرتفعة للعلاج، التي تصل إلى 12 ألف درهم شهريا، دون احتساب تكلفة الفحوصات والتحاليل الطبية، علما أن الداء يمس واحدا في المائة من المغاربة، حسب تقديرات الأطباء الاختصاصيين. وقال إدريس جميل، رئيس جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي، ل"المغربية"، إن عدد المستفيدين، حاليا، هو 150 مريضا من المنخرطين في الجمعية، على أساس رفع قاعدة المستفيدين من الاتفاقية إلى 600 مريض من جميع مناطق البلاد، معتبرا الاتفاقية خطوة أولى نحو مكافحة المرض، الذي يمس 1 في المائة من المغاربة، ما يجعله يطرح إشكالية صحية عمومية. وأعرب جميل عن أمله في أن يرتفع عدد شركاء الجمعية الراغبين في المساهمة في تمويل العلاجات المجانية للمصابين المعوزين بالتهاب الكبد الفيروسي "س"، وتعميم الفائدة على جميع الشرائح، داعيا إلى تعبئة وطنية لإيجاد التمويل الضروري لضمان حصول جميع المرضى على العلاج. وأكد جميل، الاختصاصي في علاج أمراض الكبد الفيروسية، أن تطبيق الاتفاقية سيشمل جميع المرضى بالمغرب، شريطة استجابة ملفهم الطبي والاجتماعي للشروط المقررة في الاتفاقية، أي أن يكون المريض من الفئات الهشة اجتماعيا، ومن غير المتمتعين بأي نوع من التغطية الصحية عن المرض. وأوضح أن العلاج المجاني يشمل جميع الأدوية المقررة في البروتوكول العلاجي لالتهاب الكبد الفيروسي "س"، مبررا استثناء تغطية علاجات التهاب الكبد الفيروسي من نوع "ب"، حاليا، بتعدد البروتوكولات العلاجية المقررة، حسب كل حالة مرضية، مقابل وجود بروتوكول علاجي واحد لمرضى التهاب الكبد "س". وتشير المعطيات المتوفرة إلى إصابة 600 ألف مغربي بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع "ب"، مقابل إصابة 300 ألف شخص بالمرض من نوع "س"، جلهم يعانون صعوبات كبيرة في تلقي العلاج بسبب تكلفته الباهظة، وعدم توفرهم على تغطية صحية، علما أن المريض مطالب بأداء 3 آلاف و500 درهم عن كل حقنة أسبوعيا. وتصل تكلفة علاج التهاب الكبد الفيروسي نوع "ب" إلى 70 ألف درهم في الشهر، على المريض تحمل ثقلها طيلة مدة العلاج، التي تتراوح بين سنة و24 شهرا، بينما ترتفع تكلفة علاج التهاب الكبد من نوع "س" إلى 12 ألف درهم في الشهر، وتتراوح مدة العلاج بين 6 و12 شهرا، حسب درجة الإصابة بالمرض وحدته وزمن الكشف عنه. ويفتقد 90 في المائة من المصابين للتغطية، بينما يتمتع موظفو الدولة من تغطية بنسبة 100 في المائة، ووصلت نسبة تغطية مصاريف العلاج لدى المتمتعين بالتغطية الصحية الإجبارية، التي يسددها صندوق الضمان الاجتماعي، إلى أزيد من 90 في المائة. تطمح جمعية "إغاثة مرضى التهابات الكبد"، من خلال مشاوراتها مع المسؤولين، إلى رفع التغطية إلى 100 في المائة.