سيكون التهاب الكبد الفيروسي (من فئة «سي»)، في ظرف العشرين سنة المقبلة، السببَ الأول للإصابة بسرطان الكبد والسبب المباشر في 44 ألف حالة وفاة في المغرب، منها 8800 مرتبطة بسرطان الكبد و35 ألفا مرتبطة بتشمعه، علما أن حوالي 1 في المائة من المغاربة مصابون بداء الالتهاب الكبدي الفيروسي «سي». ويوجد المغرب ضمن المناطق الموبوءة على الصعيد العالمي، ويعتبر هذا الداء أكثر خطورة وفتكا من السرطانات والسيدا. وقد عزا المختصون ارتفاع عدد حالات المصابين إلى غياب الموارد المالية, التي تشكل عائقا أساسيا أمام الولوج إلى العلاج المناسب بالنسبة إلى أغلب المرضى، بسبب تكاليف علاجه الباهظة. وقد وقعت جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي، أول أمس الخميس، على اتفاقية في المركب الاجتماعي «عمر بن الخطاب»، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومختبرات «روش -برنامج الولوج إلى تشخيص وعلاج داء التهاب الكبد الفيروسي»، الذي يهدف إلى تحقيق مشروع التكفل الطبي بالمرضى المعوزين المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي من فئة «س» من بين نزلاء المركّب الاجتماعي «عمر بن الخطاب» في الدارالبيضاء. وتندرج هذه الخطوة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرامية إلى محاربة الهشاشة برسم سنة 2010. يقول إدريس جميل، رئيس جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي: «يمثل هذا البرنامج خطوة أولى نحو مكافحة التهاب الكبد الفيروسي من نوع «س». ونحن ندرك تماما حجم الإشكالية الصحية التي يطرحها هذا الداء، ولهذا السبب ندعو إلى تعبئة وطنية قصد إيجاد التمويل الضروري لضمان حصول المرضى المعوزين على العلاج في جميع تراب المملكة». وصرح سامي الزرلي، المدير العام لمختبرات «روش» في منطقة شمال إفريقيا، بأن هذه المبادرة تندرج ضمن الالتزامات المواطِنة لمجموعة «روش»، الهادفة إلى مساعدة المرضى ذوي الدخل المحدود، وستمكن هؤلاء المرضى من الحصول على آخر التحاليل والأدوية المخصصة لتشخيص وعلاج التهابات الكبد الفيروسية». وقد انبثق برنامج الولوج إلى تشخيص وعلاجات التهاب الكبد الفيروسي (من فئة «س») «أكسس» من إرادة مشتركة للشركاء الثلاثة: جمعية إغاثة مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومختبرات «روش»، وهي مبادرة قائمة على توحيد الجهود من أجل محاربة مرض التهاب الكبد الفيروسي في المغرب، خاصة أن عددا كبيرا من المرضى لا يستفيدون من أي تغطية صحية ولا نظام للرعاية الاجتماعية.