إثر «التغيير الوزاري» الذي عرفته وزارة الثقافة، كشف فنانون عن مدى استغرابهم المتسم بالاستياء والامتعاض حيال تأخر وزارة الثقافة في صرف منح الدعم التي وعدتهم بها، منذ أبريل العام الماضي 2019، أي منذ عهد الوزير محمد لعرج، وبعده الحسن عبيابة، وقد دخل أجل وضع الطلبات الجديدة برسم السنة الحالية، موضحين أن المعنيين منهم بمنحة الدعم فات لهم المشاركة في الترشح للاستفادة من الدعم، وأنجزوا ما تمت مطالبتهم به من وثائق تتضمن عروض مشاريع، لتطوير ممارساتهم الفنية، وعلى ضوئها قامت اللجنة المكلفة بدراسة المشاريع المرشحة بتحليل الأعمال المرشحة، ثمبعملية الانتقاء، استنادا إلى معايير الدعم المعتمدة. وقد تم الاعلان، خلال أكتوبر 2019، عن المشاريع المستحقة للدعم، ونشرها على البوابة الالكترونية لوزارة الثقافة، ليتم توقيع الاتفاقيات مع المستفيدين حاملي المشاريع، ومنها الغنائية، الموسيقية، الاستعراضية والكوريغرافية، وينتمي أصحابها لمختلف جهات المملكة، إلا أنه إلى حدود الساعة، لم يعثر المعنيون بالأمر من الفنانين على أدني جواب لملابسات التأخر في تسوية الأمر، وقد مضى حوالي سنة على تاريخ وضع ملفات طلب الدعم، وبعد حوالي ستة أشهر من تجديد اتفاقية الشراكة مع المستفيدين الذاتيين، خلال شهر نونبر 2019، بطلب من الوزارة، بدعوى التعديل الحكومي الذي أضاف إليها قطاع الشباب والرياضة. ومؤخرا علمت مصادر إعلامية مؤكدة، بأن بعض الإدارات التابعة لوزارة الثقافة، شرعت في الاتصال بالفنانين المتوفرين على «بطاقة الفنان»، من أجل أخذ معلومات وأجوبة تهم وضعهم الاجتماعي والعائلي، دون أن يستوعب أي منهم الهدف من وراء الإجراء، هل هو بغاية تعزيز قاعدة البيانات لدى الوزارة، أو من أجل تسهيل عملية الاستفادة من صندوق الدعم المحدث على هامش جائحة فيروس كورونا المستجد، فيما لم يفت ذات المصادر التأكيد بوجود مرحلة ثانية، سيتم الاتصال خلالها بغير المتوفرين على البطاقة الفنية، للاستفادة بدورهم من صندوق الدعم، بينما ما يزال العديد من الفنانين على غير علم بالموضوع إطلاقا. وأمام ما يعيشه المغرب اليوم من مرحلة عصيبة بسبب تفشي وباء فيروس كورونا، وما تلاها من تدابير احترازية للحد من تداعيات هذا الوباء، ومن حالة طوارئ صحية وتعليق حركة التنقل بين المدن، وقرارات توقيف الأنشطة والتظاهرات الثقافية والفنية التي تحتضنها المؤسسات والمراكز والقاعات التابعة لوزارة الثقافة أو الخاضعة لوصايتها، وكذا المسارح والفنادق والقاعات السينمائية، فيما توقفت المناسبات والأعراس والسهرات والمهرجانات، لم يفت شريحة واسعة من الفنانين الموسيقيين والمغنيين، في هذه الظرفية العصيبة، المطالبة بخلق مبادرات إنسانية تخفف عنهم ضيق التداعيات الاقتصادية والاجتماعية. ويؤكد عدد من المعنيين بالأمر أن الكثيرين منهم يعيشون الآن وضعية هشة، وجلهم غير مسجلين بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ولا يستفيدون من الحماية الاجتماعية، ولا مدخول لهم سوى ما يجنونه من الآلة أو الحنجرة والكلمة، ويطالبون بمساعدتهم لتجاوز محنتهم الراهنة، باعتبارهم ضمن القطاعات غير المهيكلة، والمعنيين بالاستفادة من الدعم المخصص لمواجهة تداعيات الوباء، أو مما اقترحه «الائتلاف الوطني للنقابات الفنية المستقلة بالمغرب»، بتخصيص جزء من ميزانيات المهرجانات، التي ألغيت، من أجل مساعدة الفنانين في وضعية هشاشة»، علما أن هناك بعض الفنانين المغاربة الذين تبرعوا لفائدة صندوق تدبير الجائحة.