عرفت شبكات التواصل الاجتماعي كما هائلا من المنشورات، التي تحاول تفسير وباء كورونا بمؤامرة عالمية، تقودها مجموعات خفية تريد تغيير الخريطة البشرية، أو تريد تغيير النظام الاقتصادي العالمي القائم لبناء آخر جديد، أو محاولة لصد جموح الصين حتى لا تصبح القوة الاقتصادية الأولى التي تقود العالم، أو لتجنيب العالم أزمة اقتصادية كانت ستعصف به من جديد، حيث ثم توقيف الإنتاج وإفراغ المخزونات المتراكمة، وهناك من وجد تفسيرا لهذا الوباء في الكتب السماوية التي تنبأت به منذ سنوات خلت وحل يوم القرار. كل هذا له مبرره، فالخرافات جزء من ثقافة بعض من الناس لخلق قناعات فردية. فخيال الإنسان لا منتهي. حتى المقالات العلمية الموضوعية لم تعد تصمد اليوم أمام الكم الهائل من المنشورات الخيالية. لكن دروس التاريخ وما وصل إليه العلم من أبحاث تدحض كل هذه الادعاءات، مسار البشرية، منذ أكثر من عشرة آلاف سنة، والذي نعرف فقط جزءا منه، مليء بأحداث متعددة بحروب وبأوبئة قاتلة، لم تعمل كلها إلا على تقدم الإنسان وجعله دائما أكثر قوة وقدرة على تفكيك جزء هام من ألغاز ورموز هذا الكون المترامي الأطراف، سواء المتناهي منه في الصغر أو المتناهي في الكبر. طموح الإنسان كان ولا يزال غير منتهي، بحثا عن جواب سبق ووضعه أجداده. من يكون هذا الإنسان وماهي حدود قوته ومن أين جاء هذا الكون. مسيرة الإنسان ستستمر بكل تأكيد. كل ما فعله اليوم فيروس كورونا هو أنه ذكرنا أننا سننتصر وسنتقدم بخطوات أكبر نحو الأمام.