قاربت ندوة «المكتبة الوطنية للمملكة المغربية ودورها في مجال التقنين» التي احتضنها فضاء قاعة «حيفا»، دور المكتبة الوطنية باعتبارها نواة شبكة القراءة العمومية، على مستوى وضع معايير المعالجة المكتباتية والتوثيقية على الصعيد الوطني والسهر على تطبيقها، حيث اعتبر كل من: سميرة اليماني، عبد العاطي لحلو، سعيد المستفيد وعبد الرزاق علي، أن دور المكتبات المغربية في حاجة إلى استراتيجية يكون مصدرها المكتبة الوطنية، حيث أشار المتدخلون إلى أن دور المكتبة الوطنية هام ومركزي في جعل المكتبات المغربية مهيأة لكل ولوج معرفي، متسائلين عن ماهية مسألة التقنين التي يجب القيام بها حتى تكون المكتبة الوطنية القاطرة لتطوير الحقل المكتبي بالمغرب. في هذا السياق، تم التأكيد على ضرورة تحديد المعايير التي يجب على المكتبة الوطنية أن تعمل على توحيدها من أجل الرفع من شأن هذا القطاع الثقافي الحيوي. واعتبر المشاركون في هذه الندوة، أن أهمية المعايير الموحدة هي التي ستمكن الباحث من أن يستعين بها في أبحاثه ودراساته والرفع من أهمية المكتبات المغربية. في هذا الصدد، تم التأكيد على ضرورة خلق هيئة من مهامها الإشراف على تدريبات للمشرفين على المكتبات، وذلك بغرض توحيد المعايير، وجعلها موحدة قصد تنظيم الخدمات.. كما تساءل المتدخلون عن المجالات التي يمكن أن تغطيها هذه المعايير، وماهو الدور الذي يمكن أن تلعبه المكتبة الوطنية، خصوصا مع التجربة المهنية التي اكتسبتها أطرها خلال عشر سنوات الأخيرة. في هذا السياق، ذكر المتدخلون بالمنجز الذي حققته المكتبة الوطنية منذ تأسيسها، حيث استطاعت أن تجمع كما هائلا من الوثائق التراثية والمخطوطات، ما جعل منها مصدرا أساسيا للمعرفة والكتابة التاريخية. ولم يخف المتدخلون أن شبكة المكتبات المغربية لازالت هشة، وذلك على مستوى تكوين المشرفين على المكتبات، الشيء الذي يجعل من بعض المكتبات لا تستجيب للمعايير المهنية والمعرفية. كما أكد المتدخلون على ضرورة سلك استراتيجية تعتمد توحيد المعايير وتسهيل المساطر للولوج للبحث العلمي، مع وضع سياسة واضحة لاقتناء الكتب والمراجع والوثائق.