في كل مرة تعبر كيانات قوية أو دول ذات سلطة في القرار الدولي أو مؤسسة تعبر عن إرادة وطنية، كما في حال منتديات الحوار الإفريقي أو حوار المغرب والمحيط الهادي أو البرلمان الإسباني، تسعى دولتنا الجارة، إلى البحث عن أفراد نكرات تحملهم أدوارا أكبر من أدوارهم ومن حجمهم الطبيعي في المؤسسات أو في الدول. فقد فعلت ذلك في قضية ما سمي مجموعة الدفاع عن شعب لا وجود له سوى في أوراق المتطرفين، في البرلمان الإسباني، فجاءها الرد من المجموعات والكيانات ومن المؤسسة نفسها، التي اعتبرت مكوناتها أن الأمر يتعلق بقضية دولة وليست مزاجا انتخابيا يساير البترودولار… ويحدث نفس الشيء في منتدى المغرب ودول جزر المحيط الهادي الذي انطلقت أشغال دورته الثالثة أمس الخميس بالعيون، والذي بدأ تنظيمه، منذ دجنبر 2012… وتنعقد الدورة الثالثة لهذا المنتدى الذي يتواصل حتى يومه الجمعة وسيتوج باعتماد بيان ختامي، تحت شعار توطيد علاقات التعاون وتنفيذ الالتزامات المتخذة في هذا الصدد، وتوحيد الأصوات والنهوض بالازدهار المشترك. غير أن الآلة المعطوبة للجيران، ولأتباعهم من الانفصاليين، بحثت عن نكرتين تسميان آليفليتي سوآكي، وبثاني سرجنت، لكي يصرخا في وهاد الهباء» عدم مشاركة منظمتهم أو دعمها لاجتماع مزعوم في مدينة العيون من 26 إلى 28 فبراير الجاري». والحال أن المغرب يستضيف منذ دجنبر 2012 منتدى المغرب ودول جزر المحيط الهادي بحضور وزراء خارجية دول فيجي وناورو وبابوا غينياالجديدة وفانواتو، وممثلين رفيعي المستوى لدولتي بالاو وكيريباتي. ونظمت في دجنبر 2015 بالرباط النسخة الثانية من منتدى المغرب ودول جزر المحيط الهادي، وذلك بالتعاون مع منتدى «كرانس مونتانا». وتوخت هذه النسخة التي جمعت 12 دولة من جزر المحيط الهادي إطلاق حوار استراتيجي رفيع المستوى حول التحديات التي يتعين على هذه الدول مواجهتها، واستشراف الفرص المتاحة لها، فضلا عن تطوير تعاون اقتصادي دولي فعال. وجرى عقد منتدى المغرب ودول جزر المحيط الهادي في أعقاب أعمال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 21، باريس، دجنبر 2015)، والتي تميزت بمشاركة جلالة الملك محمد السادس. وستكون نسخة 2020، فرصة للمضي قدما في توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ومناقشة خرائط الطريق التي ستوجه التعاون خلال السنوات الثلاث القادمة، وكذا الوقوف على القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما المتعلقة بتغير المناخ. وفي المقابل ما زالت الشقيقة الشرقية تبيع لضيوفها في معسكر تندوف الوهم بوجود مؤسسات تساندهم وترفض سياسة المغرب.