تتواصل بمخيمات تندوف الاحتجاجات الواسعة ضد قيادة الجبهة الانفصالية، على خلفية تهريب مجرمين من السجن سبق أن أدينوا بمقتل المواطن الصحراوي ديدية ولد بنبا ولد يعقوب ولد أباها. وتحدت قبيلة اولاد تيدرارين وعائلة الضحية والمتعاطفين معهم، الطوق الأمني المشدد الذي فرضته الجبهة الانفصالية بالمخيمات بالتزامن مع الاحتفالات التي تنظمها بمناسبة الإعلان عن الجمهورية الوهمية، ونشر عدد من المشاركين في هذه المسيرات صورا وفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، توثق هذه الاحتجاجات. وفي هذا الإطار أكد منتدى فورساتين أن قيادة الجبهة، وفي مشهد يعيد للأذهان أحداث انتفاضة 1988 بالمخيمات، قامت باستدعاء ميليشياتها بالنواحي العسكرية، لقمع هذه الانتفاضة، غير أن ذلك لم يؤثر في عزيمة المحتجين الذين نظموا مسيرات حاشدة رفعوا خلالها شعارات منددة بقيادة الجبهة، كما قام المحتجون باعتراض مسيرات نظمتها قيادة البوليساريو بمناسبة الإعلان المزعوم عن الجمهورية الوهمية، وحظيت مسيرة المحتجين بتعاطف واسع من قبل المتجمهرين والمشاركين في الاحتفالات التي تنظمها قيادة البوليساريو أنفسهم مما أدى إلى إفشال هذه الاحتفالات. التضامن الذي حظيت به قبيلة اولاد تيدرارين وعائلة الضحية، لم يقتصر على المحتجزين بمخيمات تندوف، بل وصل إلى الأجانب الذين استقدمتهم الجبهة الانفصالية للمشاركة في ما تسميه « ماراطون الصحراء». وفي هذا الإطار اعترض المحتجون هذا الماراطون، وأكد منتدى فورساتين أن المحتجين تواصلوا مع المشاركين الأجانب، ووزعوا ملصقات وارتدوا أقمصة تحمل شعارات توعوية ومؤيدة لقضية ديديه، وحظيت قضيتهم بتعاطف المتسابقين الأجانب الذين انضم العشرات منهم إلى المسيرة الاحتجاجية، وهو ما أثار حنق وغضب القيادة الانفصالية التي شنت بعد ذلك حملة انتقامية ضد المشاركين في المظاهرات، واستدعت العديد منهم للتحقيق وقامت بطردهم من العمل وتوعدت آخرين بالانتقام. وحسب الأنباء الواردة من مخيمات تندوف فإن الوضع مرشح للتصعيد مع إصرار عائلة الضحية ديدية وقبيلته والمتعاطفين معهم على ضرورة القصاص من المتورطين في تهريب قتلته إلى الخارج، بالإضافة إلى الإعلان عن رفع قضيتهم إلى مختلف المنابر الإعلامية الدولية والمنظمات الحقوقية رغم الحصار الذي تفرضه عليهم قيادة الجبهة الانفصالية والقمع والتنكيل، والطوق العسكري الذي فرضته على المخيمات بعد استقدام آليات عسكرية مما حول المخيمات إلى غيتو يعيش على إيقاع الترهيب والتخويف.